دمشق - سيرياستيبس :
هذه رسالة الى السيد محافظ دمشق وكافة الوزارات والادارات المعنية
دمشق العراقة تدخل حرفيا مرحلة العجز المائي لأول مرة بتاريخها
المصيبة لا ينبه إليها أحد و ليست هناك احصائيات او ربما توجد و لكن غير معلنة
منذ عقود قريبة كان معدل هطول الأمطار 230 مم سنويا و بدأ بالتراجع الى أن أصبح الآن 185
هناك أسباب كثيرة سأذكرها لاحقا و لكن المصيبة ليست فقط في تراجع معدل الهطول! بل في الاستهلاك الجائر المخيف للمياه بشكل متزايد على نحو متسارع... و علينا ان نتوقع ان لا تصل الماء إلى بيوتنا يوميا في حال شهدنا موسما واحدا قليل الأمطار
و بشكل طبيعي اذا استمر الاستهلاك الاجرامي للمياه الجوفية فإننا سنصل خلال سنوات قليلة إلى نضوب الماء و سيضطر الناس الى شراء الماء من الصهاريج
منذ 40 عاما كانت تصل المياه الى البيوت 24 ساعة في اليوم طوال أيام العام و لم يكن الناس في حاجة الى استخدام متورات الماء لايصالها الى الطوابق و كانت مياه فيجة نقية باردة و خلال سنوات صرنا نستنزف مياه الأبار متسببين بنضوب تدريجي للماء
مشكلة استنزاف الماء هي جزء من مشاكل كثيرة جدا لكنها الاكبر في دمشق و هنا يستوجب التحدث عن اسباب ما وصلنا اليه و الحلول الممكنة
اذا تحدثنا بشكل عام فإن دمشق كانت في منتصف القرن الماضي عاصمة الأناقة العالمية... نعم عاصمة الأناقة العالمية و كيف اصبحت الآن!!!! هل هناك مدينة في العالم تراجعت بهذا الشكل المخيف كما تراجعت دمشق؟!!
اكرر ان مشكلة المياه هي جزء من مشاكل شتى قد لا تقل أهمية فقد انتشر بين الناس خبر فتح استيراد سيارات جديدة!! و هل تستوعب شوارع دمشق او أرصفة دمشق التي أصبحت مصفات للسيارات سيارة أخرى؟!
أضف إلى ذلك مشكلة السكن المؤرقة و تلوث البيئة و التلوث السمعي و البصري و الأخلاقي...
دمشق التي كانت تحيط بها 50 مليون شجرة مثمرة قد تحولت الآن إلى كتل اسمنتية مخالفة جعلت من دمشق و شوارعها أسوا المدن في العالم
الحلول موجودة و قد اتخذتها معظم دول العالم بشكل مبكر و لكننا حتى الآن لم نعترف أصلا بوجود هذه المشكلة فكيف أن نبدأ بإيجاد حلول لها
إن تجمع الناس في مدينة واحدة هو دمار ديمغرافي.. صحيح ان دمشق العاصمة للجميع و لكن هل من الصحي تجمع الجميع فيها؟!! اذا ركب الناس في مركب هل يجوز ان يتجمعوا في طرف واحد للمركب بحجة ان هذا الطرف للجميع؟!!
قد يتهمني من لا يروق له كلامي بالمناطقية او العنصرية أو لأنها لا تناسب اهواءهم و لكننا سنضطر الى البحث عن حلول شاء الجميع أم أبوا
سأذكر الحلول التي اتخذتها العديد من الدول لحل هذه المشكلة.....
1-نقل العاصمة الى مدينة أخرى كما فعلت تركيا و كازاخستان و البرازيل.
2- منع اي فرد ان يتوظف الا في محافظته الاصلية و اعادة من نقلوا نفوسهم الى دمشق خلال العقود الماضية الى نفوسهم الاصلية و هذا قانون تتبعه غالبية الدول
3- يحق لأي شخص أن يتملك عقارا في محافظته الأصلية فقط. و لا يحق له التملك في محافظة أخرى و هذا القانون يسري في الصين و انكلترا و ماليزيا.
4- تعمل البطاقة الذكية في المحافظة التي يتبع لها حاملها فقط.
5-لا يحق لأي فرد ان يمتلك لوحة سيارة من غير محافظته و لا تعمل سيارات الأجرة إلا في المحافظة التي تتبع لها.
الدول التي تفرض هذه القوانين لم تفرضها لأسباب مناطقية او عنصرية بل لأنها تدرك حقيقة خطورة الفوضى السكانية.
فهل هناك من يهمه حاضر و مستقبل دمشق؟!!
- دمشق تتضخم ديموغرافيا
- وتتصحر مائيا
- وتتكدس فيها المزيد من السيارات
- وتتحول حدائقها ومدنها الرياضية الى مواقف ومغاسل للسيارات
- ويتم القضاء على اشجارها وتربتها الزراعية
- ويزداد فيها التلوث بكافة أشكاله بشكل مخيف
اذا استمر هذا الوضع المؤسف على ماهو عليه بمافي ذلك إهمال المسؤولين ولامبالاتهم وسوء تقديراتهم فإن مستقبل دمشق سيكون كارثياً وسيخرج عن السيطرة وستتحول دمشق الى بؤرة فساد وتردي بشكل متسارع على كافة الصعد
د.م. فاروق العادلي