في الدعم و في غيره ..
خلع العباءة المهترئة بهدوء ...بنفس اهمية أرتداء عباءة جديدة مناسبة ..





كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :

يستحوذ الدعم النقدي العتيد و تطورات وضع العلاقات السورية التركية و أقصد تحديدا الجانب الاقتصادي المتوقع منها .. على كبير اهتمام المعنيين بهما .. وليس ثمة من هو غير معني ..
و يقترب الأمران من بعضهما من حيث أن لكل منهما ماض مازال مستمرا في نشر حرقة الخيبات .. لذلك تبدو الحاجة ملحة لخلع عباءة الماضي لكل منهما .. و ايجاد عباءة جديدة قادرة على تخليص الحال من خيبات الماضي للمضي نحو المستقبل .. وهو ما يتطلب حماسا أقل و هدوء اكثر . او بالأحرى يتطلب حماسة هادئة ..

و رغم أن موضوع العلاقات السورية التركية موضوعا لا ينفي كونه موضوعا سياسيا أولا بما يقتضي أن يجري ببعد عن الأعين و التعليقات ، اكثر من موضوع الذهاب إلى الدعم النقدي المباشر بدلا من دعم السلعة .. نجد في واقعنا العكس هو الحاصل .. ؟؟! متابعة موضوع تطوير العلاقات السورية التركية و الخروج بها من أزمة العقد الذي مضى إلى مستقبل ربما يكون واعدا .. اسهل من متابعة متاهة الانتقال بالدعم من دعم السلعة إلى دعم المواطن ..

على المحور الاول يكاد يكون كل شيء واضحا .. و يسير بهدوء و دقة .. ويتمتع الموقف الشعبي العام منه بإحساس انه في الأيدي الأمينة .. و القادرة .. التي لا تخفي الكثير عن الناس مدفوعة بسلوك القادر العارف ..
اما على المحور الثاني فهو بصدق و صراحة يمضي في متاهة -ربما - و يخلق لكل من يحاول أن يفهم و يعرف عشرات الأسئلة لا إجابة لها حتى و إن توفر من يفقع شي تصريح بكلمتين ثلاثة .. و الحال يخلق في العقل ارتباكا يصل لدرجة أن اعود بجرأة إلى دعوة سابقة مني و من غيري بوجوب التريث .. دون أن يعني ذلك التراجع .. بل التريث بغرض الوصول بالأمر الى نتيجة .. و إلا فأن مضى بطريق الغرف المظلمة .. فهو لن يصل إلى نتيجة إلا الفشل و التوقف عن المشروع .. و نحن عرضة لخسائر كبيرة مع الفشل .. فهل يكون الغرض من المشروع كله ، الغاء الدعم بشكل كامل ..؟؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا كل هذا الهرج و المرج .. ؟؟
المسألة فيها الكثير من التعقيد .. و تحتاج الكثير من الفهم و الدقة و الأيدي النظيفة .. فما الذي يتوفر من ذلك كله ل حكومتنا الرشيدة .. ؟

نقترح مقدمة لهذه المحاولة .. أو بديلا عنها :
اولا - التفكير بهدوء بإصلاح وضع الاجور و الرواتب و المعاشات ..
ثانيا - أن ينقل الموضوع برمته ليوضع بيد حكومة جديدة .. يحسب عن اختيارها حساب هذه المهمة .. و هي مهمة كبيرة و جليلة و يليق بها تشكيل حكومة لها .. ؟؟
الدعم الحكومي لحياة الناس هو حكاية عمل و عمر يتجاوز النصف قرن .. ولا بأس أن يوضع لتعديله او تغييره او استبداله سنة مثلا أو سنتان يجتمع خلالها الخبراء .. ليجدوا خطة فعلية قادرة أن تضع خريطة الخروج من الواقع و استبدال العباءة المهترئة بأخرى .. يصح أن نقول عنها جديدة ..

و في موضوع تجديد صيغة العمل المشترك و علاقات التعاون السوري التركي من جانبها الاقتصادي .. نقترح ان يترك الموضوع برمته للقطاع الخاص .. فلقد أخطأنا في التجربة السابقة . المصلحة السورية هنا هي مصلحة الصناعيين و رجال الاعمال .. ضمن القوانين و الاصول المرعية و حماية المصالح الوطنية لكلا البلدين ..



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=199303

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc