الفساد منتصر وسائد .. مواردنا مستمرة في التراجع و التدهور .. والفقر من هذا و من ذاك ..
29/07/2024





كتب الاعلامي أسعد عبود- خاص لسيرياستيبس :

الفساد سبب أكيد في الفقر الذي نعاني منه .. و له كبير التاثير على تراجع الموارد و التدهور المستمر في حالتها .. لكن يجب أن لا نجهل أو نتجاهل حالة ما بقي من مواردنا .. و هي تحارب على عدة جبهات .. فمن ناحية : نحن بالأصل لم نكن فرسان التنمية العظام .. كان لنا مشاكلنا و فشل تجاربنا .. ومن هذا الفشل و تلك المشاكل ولد الفساد وفي ظل كل منهما نما و ترعرع ..
فكما أن فساداً سائداً لا يترك تنمية تقوم .. فإن التنمية الناجحة المبرمجة بدقة لا تترك مجالا للفساد و إدارة الفساد ..
نحن اليوم في فصل آخر من الحكاية .. فصل نتائج الحرب على مؤسساتنا و مواردنا .. ؟! فما نراه من تعثر و واقع مريب و فقر مدقع .. كان السبب الرئيس فيه العدوان و الاحتلال و الحصار .. وكذا ذلك كله كان سببا في تفشي الفساد و وصوله إلى حيث هو .. جاءت الحرب فوجدت في الفساد مطية لها فاعتلته و نمت به .. و به اتفقت اطراف الصراع على نهب سورية و شعبها .. ولم يقصر احد بنا .
اليوم .. نحن هنا .. تغيب الشمس و تشرق و نحن في الظلام .. ولا نسمع الصوت ينادي بنا أن إلى العمل لنعيد بناء حياتنا .. على العكس من ذلك .. الصوت ينادي : إلى الهجرة فلا شيء بقي في هذه الأرض و لا في هذه البلاد ..و لا يجد هذا الصوت جوابا يرفض ما يقول .. أو يرد ... الرد لا يكون إلا بإجراء و عمل وبيان .. لكن المعنيين ينامون على نغمة الصوت .. و كأن الامر لا يعنيهم .. ألا بقدر ما يتيح فرص الجباية كآلة فساد ..
نأخذ المثل من الأرض ... اعني من الزراعة .. هي اهم الموارد المتاحة المتبقية و فيها يعمل العدد الأكبر من الناس .. وهي التي تظهر الصورة الأوضح لعجز الحكومة و فشل الادارة .. هنا في الزراعة نحن نتبع كرم الطبيعة .. وجهل الجاهلين .. والبحث عن الثروة الفاحشة حيث يمكن تخيل وجودها .. و الخراب و للتخريب الحكومي ..
يقولون : الحكومة رفعت يدها .. عن السماد .. عن المبيدات .. عن مستلزمات الانتاج و آمنت أن الفساد هو أفضل ممول للزراعة .. الحكومة تدعم ...؟؟!! .. ماذا تدعم .. ؟؟!! لا شيء .. لا نقدا و لا عينا و غدا ترون حجم الكذب و الفشل فيما يسعون ليسموه الدعم .. !؟
اقول :
في الزراعة بالذات ارجعوا إلى دعم مستلزمات الانتاج . لا دعم لأسعار المنتجات الزراعية .. يمكن أن يكون ذلك صحيحا بشكل نسبي .. المنتج الزراعي يستطيع دعم نفسه .. إن تيسر له دعم مستلزماته ..
الحكومة رفعت يدها ... هذا منطق غريب ..
ما رأي حزب البعث العربي الاشتراكي .. ؟ .. بل ما رأيه بما تعانيه تجربته في دعم حياة الناس التي استمرت نصف قرن و أكثر .. هل نترك الفاسدين و الفاشلين أن يقيمون التجربة و يدعون كذبا للقضاء على كل ما بقي ..
صحيح أن القوى الباغية صغيرها و كبيرها .. تعيق الزراعة و الاستثمار الزراعي .. لكن ليست لوحدها تعيق .. هناك جيوش من المعيقين .. الى حد كبير يمثلون القول المعروف " حاميها حراميها "
اصح يا ارض. اصح يا عامل .. اصح يا فلاح ...
As.abboud@gmail.com



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=199356

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc