في العمل والانتاج .. خلاصٌ للبلاد وازدهارها وأمنها وأمانها
الخبير الاقتصادي عمار يوسف : مسار واضح للتغيير والتصحيح قد بدأ فعلا في سورية





سيرياستيبس - خاص :

قال الخبير الاقتصادي والقانوني الدكتور عمار يوسف :  أنّ التغيير في شكل إدارة الاقتصاد و الملفات  المالية والنقدية وحتى الاستثمارية والتركيز على أولويات التنمية الى جانب شمولية معالجة معيشة الناس باتت ضرورة وحاجة عليا  .. 
وقال أن ثمة مسار واضح للتغيير والتصحيح قد بدأ فعلا في سورية , ولا أعتقد أنه سيكون مجتزءاً هذه المرة بل لعله سيستمر وفي كل المسارات دفعة واحدة 
موضحاً أنّ الأمر لايبدو مدفوعاً بالانفتاح على دمشق كما يجري الحديث رغم تأثير ذلك  .. بل يبدو مدفوعا بضرورة التعاطي بطريقة مختلفة مع إدارة الملفات الاقتصادية والمعيشية والخدمية خاصة وأنّ الأمور لم تسير كما يجب في المنهج الذي اتبعته الإدارات الحالية  والمستمر منذ أكثر من 4 سنوات .. 
وقال : اليوم نحن أمام تحولات مهمة في الداخل .. والتصحيح سيكون وفق مسارات واضحة وهو ليس بالأمر السهل فكلنا يعلم تأثير معاندة التغيير خاصة وأنّ الفساد اليوم من اقوى المؤسسات في البلاد .. ولكن لابد تفكيكها , والأهم لابد الإيمان بالقدرة على الاتيان بإدارات كفوءة موجودة في البلاد وتنتظر من يستنهض إمكانياتها ويدفع بها الى ميادين العمل والإدارة . مؤمنا أن هناك من هم أهل لقيادة الاقتصاد ممن  لديهم القدرة على التحليل الصحيح للملفات المختلفة  و البحث عن الحلول المنطقية والمناسبة والقابلة للتنفيذ والأهم أنهم يعرفون الأثمان التي يمكن دفعها أثناء عملية التغيير ولكن لايخافون لأنهم يدركون  أن النتائج ستكون معروفة ومقاسة جيدا وتؤدي لاحقا الى وضع أفضل    .. 
موضحاً في رده على سؤال لسيرياستيبس :  أنّ المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر والمتوسطة تشكل اليوم أحد المسارات التي يتطلب من أي إدارات قادمة العمل على الدفع بها الى الواجهة لأنها السبيل الحقيقي لتحسين معيشة الناس عوضاً عن  انتظار زيادة الرواتب واعتبارها هي البند الوحيد لتحسين المعيشة .. 
موضحاً : أنّ أي إدارة قادمة يجب أن تُحسن قيادة هذا الملف وتوجيهه بطريقة صحيحة .. والقيام بعملية تصحيح لكافة العناصر الداخلة فيه بما في ذلك العمل على حل مشاكله بشكل شمولي .. بما يضمن نفاذ أكبر عدد ممكن من السوريين من أصحال المؤهلات والشهادات والمبادرات لخوض عالم الأعمال استناداً الى الإيمان بامكانياتهم الفردية وقدرتهم على محاكاة الشروط المتوفرة والإمام الصحيح  باحتياجات مناطقهم  إلى المشاريع أياً كانت صغيرة أو متناهية الصغر أو حتى متوسطة . .  

وقال : إنه يجب وضع خطة خمسية للمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر يتم فيها تحديد الأهداف , ووضع معايير سليمة للقياس والأهم وضع إجراءات نبيلة وشفافة وغير قابلة للفساد والإفساد خلال عملية إطلاق أي مشروع وإحكام إدارة العملية لمعايير عالمية في الأداء وحيث هناك اعتمادية لهذه المعايير
وقال : إنّ عدم وجود خارطة لهذا النوع من المشاريع بالشكل الذي يؤمن انتشارها أفقيا وبشكل متوزان يراعي خصوصة المجتمعات التي تنتشر فيها .يعني أننا قد لا نحسن انقاذ أنفسنا كما هو مأمول من هذه المشاريع  .. فنحن اذا لم نؤمن  بالريادة والمشاريع على أنّها  أحد الأبواب الحقيقية التي يجب فتحها للإطلالة من خلالها على عالم أعمال البزنس الصغير الناجح والقابل للتطوير والانتشار وكل ذلك كما قلنا أعلاه ضمن بيئة مكتملة وصفر مشاكل.. 
علينا استنهاص الإمكانيات الموجودة وحشدها و الأهم علينا حث الكوادر البشرية والكفاءات القادرة على التخطيط وقيادة تحول البلاد نحو هذا النوع من الاقتصاد والذي يمكن بالمحصلة أن يشكل أحد قرارت الإنقاذ الجماعي للأفراد عبر تعزيز فكرة الانقاذ الفردي , وفي الوقت نفسه دعم عملية التنمية و الانتاج والتصدير وامتلاك عملية التحول نحو المشاريع الأكبروالأكثر تأثيرا في الاقتصاد المحلي وعملية النمو سواء كان توسع هذه المشاريع عبر الاندماج أو التوسع ... 

لعلها بداية أساسية - يقول الدكتور عمار يوسف - لأي عملية عملية نمو  تنشدها سورية اليوم وحيث نستطيع ببساطة أن نوفر للكثير من الخريجين فرص عمل خاصة في بلدهم .. تغنيهم عن الهجرة والضياع , وكل ذلك أجزم  مرتبط بقيادة كلية وشمولية للعملية .. والعمل الحقيقي على تأمين مستلزمات إقامة أي مشروع من الالف إلى الياء .. تماما كما يجب أن يحدث في باقي القطاعات الانتاجية والخدمية .. 
داعيا إلى معالجة موضوع حوامل الطاقة بطريقة أكثر حكمة وشمولية و أن يكون هناك رؤية استراتيجية في عملية إدارتها  إذا ما أردنا النهوض والازدهار , وحيث لايبدو الأمر صعباً بقدر ما يبدو عملاً يحتاج الى اتزان في الرؤى و اكتمالها بشكل صحيح ومتلاك كافة  عناصرها دون أي نقصان  , وانا شخصياً لدي قناعة  أنه يمكن فعل ذلك  نحتاج فقط الى ادارات كفوءة و صدق في العمل 
يوسف قال .. لقد توحشت الأسعار و ازدادت تكاليف المعيشة بشكل ليس من السهل بمكان معالجته بمجرد رفع الرواتب.. إنّ معالجة معيشة الناس يتم من خلال مساعدتهم على العمل و إقامة مشاريعهم الخاصة  وتحفيزهم على الابداع وعند ذلك يمكن فعلا خلق امكانية رفع الرواتب لأنّ نشرالمشاريع واستثمار الِاموال وتحريكها بطريقة صحيحة عبر العمل والاستثمارات والانتاج كل ذلك سيساعد في رفع القيمة الشرائية لليرة وسيحسن من فرص الانفاق ومواجهة الغلاء  
الدكتور عمار يوسف  ختم حديثه بالقول : أتمنى  كما يتمنى الجميع أن تتحول سورية إلى ورشة عمل وإنتاج ففي ذلك خلاصها وازدهارها وأمنها وأمانها .  



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=199398

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc