كان يمكن شرح الحكاية دون شماتة
صفعة للفساد ... محاربته تحتاج ظروفها .. و القضاء عليه شبه مستحيل ..





كتب أسعد عبود لسيرياستيبس :

كما احتاج الفساد ظروفه لينتشر بهذا الشكل الفظيع الطاغي ، تحتاج محاربته ظروفها أيضا .. انا اشك أن النية متوفرة للخلاص من الفساد .. كل ما تابعناه و سمعنا عنه مما سمي محاربة الفساد .. او توجيه ضربة للفساد .. و في اطار ذلك ما يتم تناقل سيرته اليوم عن فساد في قيادة حزب البعث  .. لا يبشر ولا يطمئن .. بس شوية ... يوفر فرصة شماتة لمن يرغب .. يعني قريب من فشة الخلق .. و في ظل الواقع الاعلامي الراهن .. حتى فرصة فشة الخلق لا تتوفر بتلك السهولة ..
الحكاية لم تحكى بعد إن كانت يمكن أن تحكى يوما .. وأهم نتيجة يمكن توقعها من حكايتها أن تكون الحجر الذي تتهاوى بعده أحجار الدومينو .. و لا يبدو أبدا أن ذاك سيحصل ..
تقول الحكاية .. او يقول ما وصلنا منها : أن الفساد وصل قيادة الحزب ...!! و أنا لا أعرف أن كان غاب عنها أصلا .. ؟! من الاموات من قيادة الحزب نعرف عن خدام .  وليس من السهل الحكي عن الاحياء ... حتى الاموات يمكن أن يهاجمون ... والمعركة معهم غير محسومة النتائج .. بالمجمل نقول ولا نسمي : من هو غير الفاسد .. ويستطيع مقاتلة فاسد .. ؟
ومع ذلك كان يمكن لإعلام ذكي ،بشوية شفافية أن يجعل المجتمع يفيد من الحكاية .. !!؟؟ ليس بالتشهير .. و إنما بالوضوح والشرح المبدئي تمهيدا للشرح الكامل .. شرح يقول من هو المتهم الظني أو الموصوف بالفساد .. وما النشاط الذي نما عليه .. و كم سلب منه .. او بكم هو متهم على الأقل .. و هل من الممكن تحصيل شيء من الأموال المنهوبة .. و كيف ..
حديث طويل يمكن أن يخوضه الإعلام .. و الحديث مهم جدا .. و له مردود اقتصادي و إبرائي أو مردود اتهامي .. لكن .. نرى جميعا أن الحكاية حتى اليوم لا تتخطى حدوثه من هنا و اخرى من هناك .. واحد متحمس و واحد لا بصدق ما يقال .. و كل شيء احتمالي .. الاشخاص و المناصب و الاموال المنهوبة .. و العنوان محاربة الفساد . وكثير من الناس .. عامة الناس.. يقولون : اذا كان هنا الحال كذلك .. فكيف الأمر في المواقع و المؤسسات الأخرى ..
و الغريب فعلا ان تدور الحكاية ولا صوت من عند قيادة الحزب .. هل هم يرون الأمر طبيعيا .. لماذا لا يطالبون أن تبدأ الحقائق و تكشف الفضائح من عند غيرهم .. و هي فرصة للرد على الادارة التي تقوم اليوم بتصفية كل ما أسمينا يوما منجزات الحزب لصالح تحسين معيشة الناس .. هي تصفية يسودها و ربما يقودها الفساد من خلال اللعبة المضنية .. و الكذبة الفاقعة التي تتحدث عن اجراءات ايصال الدعم لمن يستحقه .. هذه الملهاة التي يفضل لها ان تنتهي بإعلان فشلها و البحث بطرق اخرى لحماية حياة الناس .. في مقدمتها اعتماد اسس حقيقية للأجور و الرواتب و المعاشات ..
و ذلك خيار لا بد منه كي يستطيع المواطن أن يفكر بجرأة بالعدول عن أي رزق يأتي بطريق الخطأ " الفساد " .. الفساد ليس في قيادة الحزب  فقط .. بل في كل المجالات و الاعمال .. من دخول المدرسة .. إلى دخول المشفى أو دخول أي مؤسسة خدمات حكومية .. كله محتاج و كله يمد يده .. والكل يسخر من فكرة أن يعمل و يعيش من مردود عمله .. مهما كان نوع العمل .. في مؤسسة خاصة أو عامة .. يحتاج العامل وفق سلم الأجور عندنا .. للفساد .. حتى بائع أوراق اليانصيب و غيره من الأعمال الهامشية ..
بالتأكيد لا نستطيع أن نتوقف عن الحياة بانتظار اعادة هندسة و اصلاح الاجور .. و لا سيما في الظروف الراهنة .. ولا بأس من الطرق على ابواب الفساد .. والضرب عليها .. ربما يبقى للانسان فرصة للأمل !!
As.abboud@gmail.com



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=199417

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc