هذا سبب التفاوت في أسعار نفس السلعة
الحلاق .. معادلة عجيبة .. غريبة تحكم الأسواق المحلية



 


دمشق - خاص لسيرياستيبس :

قال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق محمد حلاق : أنّ هناك معادلة عجيبة غريبة  في الأسواق السورية , فعلى الرغم  من استقرار سعر الصرف  منذ فترة  وحيث كان من المفترض أن يؤثر ذلك على التوازن في العديد من المواد , إلا أن الأزمات جاهزة لتأتينا من الخارج مشيراً في هذا السياق  الى ارتفاع أجور النقل الذي أثر بشكل كبير على التكاليف حيث ارتفعت أجور الشحن من مستوى 1800 و2000 دولار للكونتينر الى مستوى 6000 و7000 وحتى 8000 دولار ما ادى الى ارتفاع أسعار المواد بنسبة وصلت في بعض البضائع الى 25 % 
   ومن الدلائل على أن السوق المحلي "غريب عجيب " أخذ حلاق المنتجات الغذائية كمثال والتي تميل لوصفها حالياً بأنها  مستقرة وإلى انخفاض ولكن السبب هو في ضعف المبيعات , فعندما تضغف المبيعات تصبح  هوامش الربح أخفض لأنّ  الشركات تريد سيولة وبالتالي يجيب تحقيق مبيعات فتلجأ إلى تخفض أسعارها لأنها تريد السرعة في دوران رأس المال لتستمر بالعمل , وإذا لم يتحقق ذلك فستكون أمام اشكالية حقيقية وتؤثر على أعمالها  
حلاق وفي رده على سؤال فيما إذا كانت الأسعار مستقرة في الأسواق السورية تحدث  : عن مؤشرات يلاحظها شخصياً  في الأسواق ويمكن أن تعطي صورة حقيقة  عنها فيما اذا كانت منتعشة ام غير منتعشة  .. 
مثل واجهة المحلات .. وصف الواجهة وطريقة عرض البضائع  أيضا هناك جملة  "يلزمنا شخص ذو خبرة للعمل  .  يلزمنا عامل " نلاخظ أنها اختفت أو نادرا ما نراها هذه الايام , وهذا يعني أن التوظيف بأدنى حالاته لأن صاحب المحل يقول لك هذا محلي وأستطيع أن أبيع وأجلس فيه وأُخدمه وحتى أُنظفه والسبب طبعا هو قلة المبيعات والشغل وهذا ينعكس على استقرار الاسواق أيضا ؟  . 

لنأخذ القطاع الكهربائي نلاحظ أنه يواجه تحديات اليوم ورغم انه يجب أن يكون هناك  طلب عل المراوح والمكيفات بسبب الحر ولكن نجد أنّ  القطاع يئن ولاتوجد حركة مبيعات  كما يجب 

   فاستقرار وحركة السوق  يجب ان تكون إيجابية  مرتفعة ...  وليست ثابتة منخفضة حسب تعبير عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق
 
حلاق تابع حديثه " لسيرياستيبس " قائلاً : قطاع الألبسة أيضا مُرهق  وهذا يمكن ملاحظته من واقع الاسواق , فالواجهات نفسها لاتتغير ولاتتبدل ,  أيضاً التصدير ضعيف , علما أنّه في السابق كان جيداً وكان يحقق عائد كبيرللشركات وللبلد ,  اليوم نلاحظ أنّ المبيعات في مستويات متدنية بل وغير واضحة وأنّ هناك تراجع في الاقبال على الشراء وهذا  يؤثر بشكل كبير على استقرار اسعار
و ليوضح الحلاق  فكرته أورد هذه المقاربة
 
محلان :  
 
الأول :  صاحبة استدان ثمن البضاعة ولذلك هو لديه هاجس أن يتمكن من البيع وسداد ثمن البضاعة وتأمين نفقاته 
والثاني  صاحبه يشتغل " بحر ماله  "  كما يقولون  وغير مستعد للبيع بخسارة على مبدأ "خلي العسل بكوارو حتى تجي أسعارو " ..
وهذا ما يفسر التفاوت في أسعار نفس القطعة بين محل وآخروفي نفس السوق .. ففي  المحل الأول نجد جاكيت تباع مثلا بمليون ليرة في حين تباع في المحل الثاني ب مليون و300 الف ليرة
 
 "المحل الأول الذي يعمل بالدين يريد أن يبيع بأي شكل ليضمن سداد ثمن البضاعة وتغطية نفقاته "فينزل بالسعر
أما المحل الثاني والذي يشتغل بماله الخاص غير مستعد للبيع "بالناقص" كما يقولون لذلك يكون لديه القدرة على الصمود بانتظار من يدفع 
 
 
 اذاً معيار نجاح العمل التجاري هو النجاح في البيع مع القدرة على تحقيق هوامش ربحية وتوظيف وتسكير النفقات وتحقيق أرباح صافية وحتى التفكير بالتوسع  
 
والكثير من المحلات خاصة الألبسة والنسيجية كان بيعها قليلا وضعيفا في المواسم الماضية والكثير من المحلات اضطرت للبيع بالناقص حتى يتمكنوا من سداد  النفقات والأعباء وترمم مبيعاتها
فهل هذا يمكن وصف ذلك  استقراراً في الاسواق ؟
 
 



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=199517

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc