استاذ علم المناخ رياض قره فلاح : من المتوقع حدوث ظواهر جوية متطرفة كالأعاصير والفيضانات والجفاف
03/09/2024
سيرياستيبس :
قال الدكتور رياض قره فلاح أستاذ علم المناخ في جامعة تشرين لصحيفة تشرين المحلية ان بدايات ونهايات الفصول تتغير كل عشرات آلاف السنين، فالموضوع قبل كل شيء يرتبط بمتوسطات درجات الحرارة، وحركة ومدار الأرض شبه الثابتة حول الشمس، وليس بهطل المطر بشكل مباشر، وخاصة أن المنخفضات لها وقت للحدوث شبه ثابت، فحركة الأرض حول الشمس تحتاج آلاف السنين كي تتغير وتتغير معها بدايات الفصول ونهاياتها.
واكد أستاذ علم المناخ في جامعة تشرين ان تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الأخيرة على حدة أزمة التغيرات المناخية، وأنها ناتجة بشكل أساسي عن الأنشطة البشرية، وخاصة انبعاثات غازات الدفيئة، كما حذرت من أن التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية ستزداد سوءاً إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض الانبعاثات، حيث شهد عاما 2023 و 2024 استمراراً في ارتفاع المتوسط العالمي لدرجة حرارة سطح الأرض، فقد سجلت درجات الحرارة العالمية مستويات قياسية جديدة، وهذه التغيرات من صنع الإنسان ونتيجة لزيادة تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
وتابع قره فلاح : أبرز نتائج تغيرات المناخ على سورية، أن منطقة البحر الأبيض المتوسط تعد من المناطق الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية، حيث تتسارع درجات الحرارة بالارتفاع بشكل يفوق المتوسط العالمي البالغ 0.2 درجة كل عشر سنوات، بينما يبلغ في سورية 0.4 درجة كل عشر سنوات، كما يتسبب ارتفاع حرارة مياه البحر المتوسط في حدوث تأثيرات كبيرة على المناخ في المستقبل، فمن المتوقع أن يشهد مناخ البحر المتوسط تغيرات ملحوظة، بعضها يمكن اعتباره شاذاً أو غير معتاد.
وأشار قره فلاح للصحيفة إلى أن التوقعات تشير إلى استمرار درجات الحرارة في الارتفاع، مع توقع تسجيل درجات حرارة قياسية خلال فصل الصيف، قد تصبح موجات الحر أكثر شدة وتكراراً، ما يزيد من الضغط على الأنظمة البيئية والزراعية، زيادة في شدة العواصف والأمطار الغزيرة، ومن المحتمل أن تصبح العواصف المتوسطية أكثر قوة، مع زيادة في كمية الأمطار المصاحبة لها، هذا يمكن أن يؤدي إلى فيضانات مفاجئة وتآكل التربة، وخاصة في المناطق الحضرية والساحلية، نقص المياه والجفاف الطويل، بالرغم من زيادة شدة العواصف في بعض الفصول، من الممكن أن تواجه مناطق معينة جفافاً مطولاً نتيجة لتغير أنماط الهطول، وهذا يمكن أن يؤدي إلى نقص في الموارد المائية، وبالتالي يؤثر على الزراعة والغابات والموارد المائية، والتغير في الأنظمة المناخية: من الممكن أن يحدث تغير في الأنظمة المناخية التقليدية في المنطقة، ما يجعل التنبؤ بالطقس أكثر صعوبة، على سبيل المثال قد نشهد فصولاً انتقالية أكثر قسوة، مثل شتاء دافئ نسبياً أو ربيع أكثر حرارة مما هو معتاد.
ومن التوقعات المحتملة، حسب قره فلاح، زيادة وتيرة الظواهر المناخية الشاذة كالعواصف الرملية وموجات الحرارة المتطرفة في غير موسمها، نقص المياه التي ستزيد من حدة الجفاف، ظواهر جوية متطرفة كالأعاصير والفيضانات والجفاف، تأثيرات على النظم البيئية، ما أدى إلى فقدان التنوع البيولوجي وانتشار الأمراض وتغيرات الدورات الزراعية للعديد من النباتات، وتدهور الزراعة، ما يؤثر على الأمن الغذائي ويزيد من الهجرة، وتدهور الأراضي، وبالتالي يؤدي إلى التصحر وزيادة معدلات التعرية
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=127&id=199678