إنها طوق نجاة البلد والعباد ..
الخبير الاقتصادي عمار يوسف : المشاريع الصغيرة تحتاج إلى حاضنة دافئة وغذاء صحيح .. وقيادات اقتصادية عالية المستوى ..
دمشق - سيرياستيبس :
قال
الخبير الاقتنصادي الدكتور عمار يوسف أنه من المهم أن تدرك الحكومة
السورية أن نهوض البلاد إنّما يمربوابة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة "
التي علينا أن نوسعها الى أكبر حد ممكن " , وأنّ تحسين المعيشة لن يكون إلا
بتمكين المجتمعات المحلية من تحقيق ازدهارها عبر هذا النوع من المشاريع
الذي آن الآوان للتعامل معه بطريقة كلية وشمولية واستراتجية , وليس كما
نشهده حاليا بطريقة منقوصة وغيرمتكاملة وأحيانا كحالة من ترف فكري لا وجود
له على الأرض . .
مشيراً
الى النهوض بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة يقوم على مجموعة متكاملة من
العوامل , وأي نقص فيها ستظهر نتائجه الكارثية فوراً بمعنى أنّ حتمية نهوض
أي مشروع مرتبطة با كتمال مقوماته وشروطه وأي نقص سيواجه معها الفشل
والانهيار على الأقل سنتأكد من عدم تطورها و الابتلاء بالمراوحة في المكان ؟
مبدياً استغرابه من
أنّ البعض يسوق لموضوع التمويل على أنّه أهم عنصرفي إقامة أي مشروع, وأنا
أقول " أنّ المال حتى ولو توفر بالترليونات " في المصارف السورية فإنه لن
يتدفق إلا نحو الأفكار المهمة والمدروسة والتي تنطوي على الإبداع والريادة
اي التي تحمل فرص النجاح المؤكدة وإلا سنكون أمام تعثر وديون وفشل وإفلاس
.
وقال
: أما ونحن اليوم نعيش في سورية أزمة حوامل طاقة , أزمة جوهرها النقص
وعدم الوفرة فإن هذا سيجعل أي مشروع يغص حتى قبل أن يتحول إلى فكرة , أي
ستكون مغامرة غير محسوبة التفكير بإقامة مشروع دون توفر حوامل الطاقة
له وإن توفرت في السوق السوداء فكلنا يعلم تكلفة ذلك على أي مشروع الذي
سرعان ما سيفقد حتى مقومات وجوده للأسف ؟
الدكتور
يوسف تحدث عن عنصر آخر مهم ومؤثر في مسيرة المشاريع الصغيرة وهو التضخم
ومستوياته العالية والمستمرة في سورية ما يجعله عاملا حاسماً في التوجه
نحو إقامة أي مشروع , وعدم حساب الأمر جيداً سيجعل المشروع في مواجهة
مباشرة مع الفشل خاصة في ظل تأثيراته الكبيرة فكلنا يعلم أن البلاد تمر
بمرحلة الركود التضخمي
أيضا
ارتفاع أسعار الفوائد و النقل الذي اقتحمت تكاليفة العالية حياة السوريين
بشكل مرعب الى درجة أنّ طالبا جامعيا قد يتوقف عن الدراسة لعدم قدرته على
تحمل أُجور النقل , وكذلك المشاريع اليوم قد تكون ضحية التضخم الذي اصاب
قطاع النقل بل وتجاوز كل معدلات التضخم في القطاعات الأخرى وصار من المرعب
الحديث عن عامل النقل الذي يقف وراء كل ارتفاع في الأسعار التي أرهقت كل
القطاعات بينما تقف الجهات الرقابية تتفرج عاجزة ؟
أيضاً
التسويق يقول الدكتور عمار يوسف : يظهر كتحدي , مشيراً إلى أنّ هناك جزء
من المشاريع عندما تنتشرسيستهدف المجتمعات المحلية ولكن نحن أيضاً أمام
فرضية الاتساع والتطور والبحث عن أسواق للتصريف محلياً وحتى خارجياً وهذا
لن يتم إلا ضمن منظومىة تسويق وتصدير عالية المستوى تلحظ في طياتها ظهور
شركات تسويق خارجية تقوم بتبني ورعاية صغار المنتجين وإتاحة فرص التصدير
لهم , علماً أنّ تحقيق كل هذه العوامل وغيرها يحتاج الى وجود إدارات
عالية المستوى والكفاءة وقادرة على امتلاك نظرة شمولية لعمل وتوزع المشاريع
الصغيرة بالشكل الذي يحولها الى عصب للاقتصاد وطريق لتحسين المعيشة وتوفير
السلع والخدمات والنهوض بها .. مع الأشارة هنا الى هناك جزء مهم وأساسي
من عمل المشاريع الصغيرة سيتهدف المجتمعات المحلية ولكن نحن أيضاً أمام
فرضية الاتساع والتطور وحيث ستظهر الحاجة سريعا الى البحث عن اسواق
للتصريف محليا وحتى خارجيا وهذا لن يتم إلا ضمن منظومة تسويق عالية المستوى
تلحظ في طياتها ظهور شركات تسويق محلية وخارجية متوزعة جغرافيا بشكل
.
طبعا
لابد من الحديث أيضا " يستدرك الدكتور يوسف " عن نقطة في غاية الأهمية هي
دراسات الجدوى الاقتصادية وهذه بحاجة أولا إلى وعي كبير لأهميتها وبالتالي
قوننتها بطريقة صحيحة , وثانيا الى كفاءات وخبرات قادرة على إدارتها
بطريقة مناسبة خاصة وانه لدينا خريجون من كليات الاقتصاد وإدارة الأعمال
وغيرها , وحيث من المهم هنا الارتقاء بالتدريب ونشره على نطاق واسع ..
مذكراً أن هناك الكثير من المنظمات والجهات والبرامج الدولية الجاهزة
للتعاون معنا ومساعدتنا في ذلك .
كل
ذلك يدفعنا للتأكيد على أنّ الإنطلاق بالمشاريع الصغيرة يحتاج إلى بنية
تحتية تؤمن إقامة وانتشار هذا النوع من المشاريع بشكل مستدام و متوازن
وبشكل أفقي وعامودي وقراءة توزعها وفقاً للإمكانيات المتاحة في كل منطقة مع
فهم عميق لاحتياجاتها
اليوم
يقول الدكتور عمار يوسف : علينا أن ندرك أنّ النهوض بمعيشة الناس ودخولهم
لن يتم إلا من بوابة نشرالأعمال والمشاريع بطريقة متوازنة و مدروسة ولابأس
من الاقتداء بتجارب دول أخرى خضعت لنفس ظروفنا ونجحت في التخطي .
الدكتور
يوسف أكد : أنّ المشاريع الصغيرة هي خيار وطريق .. والمضي نحوها يحتاج الى
امكانيات إدارية وقيادات اقتصادية قادرة على بناء متطلبات هذه المشاريع
تشريعياً وتحريرها من كافة المعوقات وتسليحها بأسباب نجاحها كاملة وأوكد
على كلمة " كاملة " لأنّ هذه المشاريع تحتاج الى أن تكون "حاضنتها دافئة " و
يتوفر لها "الغذاء الصحيح " الى أن يشتد عودها ويقوى جسمها وتستطيع المضي
قدما بشجاعة وثبات
و
أضاف : علينا أن ندير الدفة سريعا نحو المشاريع الصغيرة .. والقيام بذلك
يحتاج الى أكثر من اجتماعات في جزر معزولة والى توفير قوانين لاتكبلها
وتقيدها الظروف
مؤكداً
: أنّ المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر ليست ترفاً مرتبطاً بالأفراد ,
إنّما هي حاجة عليا للدولة وكلما تأخرنا في وضعها على المسار الصحيح فنحن
نخسر فرصة نجاتنا الجماعية ونؤخر قدرتنا على انتشال الناس من الفقر والعوز
اللذين سيقودان حكما نحو تخلف البلاد و تراجعها ..
أستطيع
القول يتابع الخبير الاقتصادي حديثهُ : أن المشاريع الصغيرة هي أحد أهم
أدوات النمو و بناء المستقبل وتحسين المعيشة واستقطاب الأموالوتأمين
دورانها الصحيح وأيضا استقطاب الخبرات والكفاءات وتعظيم الانتاج وزيادة
الصادرات بل وفتح الأبواب أمام المشاريع الكبرى .. إنها طوق النجاة الحقيقي
لنا جميعاٍ . ..
هذا
هو الطريق وهذه شروطه ومتطلباته .. أسرعوا بانجاز اجتماعاتكم واتخاذ
قراراتكم وانطلقوا بكل قواكم الى الميادين ففيها الفصل بين النجاح والفشل
.. علما أنكم لاتملكون ترف الفشل ؟
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=199696