أموال السورية المجمدة في العتمة ..
غرفة التجارة: المال الجامد هو الخطيئة الكبرى .. والسبب قوانين مضطربة غير مستدامة والصدمات المتتالية للمشاريع





 
دمشق- ميس بركات- خاص لسيرياستيبس

يبدو أنّ الليرة السورية لم تخرج حتى اليوم عن كونها جمرة في يد السوريين ممن لا زال الخوّف والتحوّط مسيطر عليهم من الخوض في أي مشروع استثماري رابح كان أم خاسر، فمحاولة الاقتصاديين وأصحاب الشأن لإخراج الأموال المجمّدة من "وكرها" لا زالت تبوء بالفشل لإصطدام أصحابها بعقبات أكل الدهر عليها وشرب، ومما لاشك به وجود الكثير من رؤوس الأموال العاطلة عن العمل والاستثمار عند شريحة لابأس بها من السوريين المُنتظرين أي بارقة أمل للخطو بخطوة صحيحة باتجاه مشاريع متناهية الصغر أو الكبر في القريب العاجل كون الأموال المجمّدة لا تُغني ولاتُسمن من جوع الأيام الراهنة وبقاء الذهب والعقار والسيارة أو حتى الأرض مُجمدين رهينة الانتظار أمر طال أمده ..
 ليؤكد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق محمد الحلاق في تصريح خاص  لسيرياستيبس ضرورة الحديث عن الأموال المدخرة غير الموظفة في العملية الإنتاجية أي الأموال الفائضة غير موظفة في عمليات البيع الرسمي، لافتاً إلى أن الكتل النقدية الكبيرة اليوم موظفة فلا يمكن ترك كتلة نقدية دون توظيف خاصة عند رجال الأعمال والتجار الكبار، مشيراً إلى سلبية وأخطاء التعامل مع المصارف والتي هي اقل مما يجب أن تكون عليه نتيجة الإجراءات التي تُتخذ من قبل المركزي بموضوع السحوبات النقدية، لذا من الضروري أن يعمل القطاع المصرفي بأعلى كفاءة بموضوع التحويلات الالكترونية والدفع الالكتروني وعدم بقاء الأموال متداولة باليد كما هي اليوم بشكل يجاري الوضع المثالي العالمي بإيداع المواطنين جميع أموالهم في المصارف ويتم تحويلها من حساب لحساب بكل يسر وسهولة، ولم يُخف الحلاق أن ما بقي من مدخرات وأموال للسوريين هي موظفة بشكل أو بآخر في العقارات أو السيارات، فالسيارات مثلاً ارتفعت قيمتها بمعدل 3 أضعاف عما كانت عليه بالقيمة الأجنبية من عشر سنوات وهذا يدل على أن الأموال جُمدت فيها وبالتالي بحساب بسيط بين عدد السيارات في سورية ومعدل ارتفاع سعرها نخرج بحجم الكتلة النقدية المجمّدة في هذا القطاع،
الحلّاق أشار في حديثه إلى كيفية الاستفادة من الأموال بضخها في الاستثمار بشكل صحيح، فالاستثمار دوماً عنصر جاذب وهدف الربح هو المطلوب دوماً، لافتاً إلى أن منظومة الفكر العالمي لا تنطلق من توظيف الأموال الخاصة وإنما من توظيف الأموال المدخرة في المصارف والقروض، ويتم الاستثمار الصحيح حين أخلق تنافسية وبيئة أعمال موصفة بطريقة صحيحة وصحّية، مشيراً إلى وجود تشريعات مشجعة لدينا كالتي تسمح بتحوّل الشركات العائلية إلى شركات، إلاّ أن المشكلة تكمن في بيئة الأعمال التي تجعل الشخص يتريث في اتجاه تحول هذه الشركات العائلية وإعادة توظيف الأموال وآلية وشفافية عملها.
عضو مجلس الإدارة توقف في حديثه عند ما يسمى الاستثمارات المالية و الذي نسميه استثمار مالي "البورصة السورية" فاليوم يحوي توظيفات كبيرة كانت في فترة سابقة متدنية القيمة وعادت وارتفعت مرة أخرى، أي أنها عبارة عن تدفقات نقدية تتم من خلال القطاع المصرفي لا القطاع النقدي، فالمشكلة في السحوبات في هذه الاستثمارات المالية والتي كان يجب أن تكون موظفة بشكل أن تتيح للشخص أن يسحبها إذا أراد نقديا أو تركها كإيداع في المصرف، لذا فإن المطلوب هو النظر بشكل كامل لعملية إدارة الأموال وعدم النظر لقسم دون الآخر، ومما لا شك فيه تأثّر قرارات المركزي بشكل أو بآخر نتيجة ضعف الموارد وارتفاع سعر الصرف وتدخل الكتلة النقدية الكبيرة بسعر الصرف، لذا يجب أن تكون هذه القرارات متجانسة مع بعضها البعض، ففي كل دول العالم يوجد آلية ميسرة وسهلة للبيع عبر البطاقة عبر آليات معيّنة لضمان حقوق الطرفين.

الكثير من عقود الشركات وهمية غير صحيحة

في المقابل أكد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق ياسر أكريم أن الحديث عن هذا الموضوع جرى في بيت التجار منذ ثلاث سنوات، لافتاً إلى أن الكثير من السوريين كانوا ولا زالوا مُلاك عقارات وأراض وذهب وهذه الأموال لا تخرج من كونها أموال مجمدة ومخزّنة، ناهيك عن أن العقارات الموجودة دون سكان هي أملاك مجمدة، بالتالي فإن المال الجامد هو الخطيئة الكبرى اليوم، وأرجع اكريم سبب تجميد الأموال إلى القوانين المضطربة وغير المستدامة والمشاريع الخاسرة الغير رابحة والتي تأتي خسارتها من صدمات متتالية من جمارك وضرائب تودي بالشروع إلى الخسارة وتدمير المال وانتقال عدوى الخسارة لجميع من كان شاهداً عليها وبالتالي خوفهم من الخوض في ذات التجربة الفاشلة، لافتاً إلى ضرورة نقل المال غير المستثمر إلى مشاريع استثمارية رابحة صحيحة مستقرة وآمنة، متسائلاً عن سبب وجود ضرائب على المشاريع الصغيرة، أو على الشركات التي تحوي أكثر من شريك واضرار أصحابها لعدم الإعلان عنها وتحوّلها إلى ما يسمى باقتصاد الظل، وقدّم عضو مجلس الإدارة الحول بالخروج بقانون واضح يحدد عدد الشركاء بأي مشروع بحيث لا يُسمح بأخذ ضريبة منهم وفي حال تجاوزوا هذا العدد تُفرض عليهم الضريبة، كذلك الأمر بالنسبة لأصاب المشاريع الصغيرة الذين يتم فرض قوانين صارمة عليهم ومعاملات تحتاج لتراخيص ووصول صاحبها إلى الإفلاس قبل البدء بالمشروع، ولم يُخف اكريم أن الكثير من عقود الشركات وهمية غير صحيحة، لذلك يجب العودة إلى قوننة التجارة والصناعة والاقتصادـ كذلك الحاجة الماسة إلى أن تشرف الدولة وتُخدّم الاقتصاد مثل دراسة الجدوى الاقتصادية للشخص وإعطاءه معلومات صحيحة كي ينجح المشروع بمعنى القوانين الصحيحة التي تخدم استثمار رأس المال والقوانين الرابحة والمستدامة لسنوات طويلة.





المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=200134

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc