دمشق - سيرياستيبس - خاص :
من
المهم جداً أن يكون المدير صاحب رؤيا وحضور قوي ولا يتردد في اتخاذ
القرارات التي تخدم العمل الذي يديره خاصةً إذا كان العمل يتعلق بالناس
مباشرة , فكيف إذا كان العمل في مؤسسة كالسورية للتجارة .. ومع تأكيدنا أنّ
السورية للتجارة هذه الأيام لاتبدو كما هو مطلوب منها وتحتاج الى جرعة دعم
حقيقية تعيدها الى مشهد التدخل الايجابي بشكل أقوى وأكثر تأثيراً خاصة في
هذه الظروف الصعبة التي يعاني فيها الناس من الغلاء وقلة الحيلة , ومع ذلك
فإنّ الكثير من صالات السورية للتجارة اليوم تعد خيارا للكثيرين بل هناك
مطالبات بتفعيل دورها في مناطق أخرى تحديدا في الأرياف ولهذا نقاش أخر ..
اخترنا
هذه السطور اليوم هو للحديث عما قامت به مديرة السورية للتجارة - فرع دمشق
حيث أقدمت وبعد جولة ومتابعة للعمل على أرض الواقع على إعفاء خمسة مدراء
صالات بعد التأكد من وجود خلل في العمل في حين وجهت انذارات لأربعة مدراء
آخرين للالتزام بتحسين العمل في الصالات وفق المعايير الموضوعة لها .
إعفاء
المدراء جاء على خلفية وجود تقصير في الصالات وتلاعب وعدم الالتزام
بآليات العمل الموضوعة للصالات كالحفاظ على النظافة والتقيد بالأسعار وفقا
للنشرات الرسمية و غيرها من الأسباب الموجبة للإعفاء
ورغم أنّ عمل السورية للتجارة فرع دمشق لايقتصرعلى إدارة الصالات والمجمعات
التابعة وإنّما هناك مهام أخرى تقوم بها كتأمين المواد الغذائية لبعض
الجهات , فإنّ الصالات في إطار متابعة يومية من قبل مديرة السورية بدمشق
فقبل أيام وكعادتها دخلت السيدة " رنا جلول " إلى إحدى الصالات قادمة من صالة أخرى .. سلمت على الجميع تحدثت الى
الموظفين وإلى الناس التي كانت تتسوق تنقلت بين الأشخاص بالكاد عرف البعض أنها المديرة
طريقتها
في التعاطي اللطيف مع الجميع والتحدث بصوت منخفض وبطريقة من ينتظر
الإجابات الواضحة خاصة وأنها تدخل في التفاصيل
حديثها
بقيّ لطيفاً وينطوي على الكثير من الهدوء حتى بعد التأكد من وجود تقصير ,
فالحديث ليس عقابا وإنما نتائجه هي التي ستبنى عليها قرارات الاعفاء أو
التنبيه وحتىفي حالة اتخاذ العقوبات ودائما وفقا لما ينص عليه القانون
سألت
عن الأسعار وإن كانت أقل من الأسواق وعن مدى الالتزام بالنشرات الرسمية
وعن الوفرة في السلع الغذائية الرئيسية التي تهم الناس كالبطاطا والبندورة
والخضار واللحوم و الأجبان والألبان وأن تكون الغلبة لها , كما سألت عن
تموضع البضائع بطريقة صحيحة لاترهق المواطن وهو يبحث أو يسأل عنها بمعنى
أن تكون طريقة العرض مناسبة للجميع وأن يكون هناك سهولة في معرفة السلع
الأقل سعراً عن السوق , سألت حتى عن توزيع الأكياس بحيث لايتعذب المتسوق
في الوصول اليها , ركزت على النظافة وطريقة التعاطي مع الناس بلطف و
الالتزام بالدور وغيرها من التفاصيل التي تجعل من صالات السورية مقصدا
للتسوق , وفعلاً اليوم صالات السورية وتحديداً صالات دمشق أصبحت مقصدا
للناس للتسوق منها
حديثنا
عن مديرة السورية فرع دمشق .. ليس فقط لشجاعتها وإصرارها على حسن سير
العمل في الصالات بما يرضي الزبائن بل لشخصيتها القيادية التي لاتخلو من
معرفة بتفاصيل العمل والحرص على تطبيقها بكثير من الشفافية .. والأهم هو
تصدي هذه "المرأة القيادية " لإدارة مؤسسة ليس من السهل إدراتها بل وسعيها
المتواصل لتحقيق النجاح والدفع بالعمل الى الأمام ؟
لعلك
وأنت تتحدث إلها ستشعر برغبتها وتطلعها الدائم لتوسيع مروحة العمل على
قاعدة تطويره وزيادة تأثيره وفعاليه والى امتلاك رؤيا خاصة للنهوض بعمل
السورية للتجارة التي تراها أحد الأذرع القادرة على تقوية العلاقة بين
الدولة والمواطن وليس ذراع للتدخل الايجابي فقط , وذلك من خلال الاستجابة
لاحتياجات المواطن بطريقة شمولية وما موسم افتتاح المدارس واستجرار
المحاصيل من الفلاحين والقيام بتسويقها وحتى تصديرها إلا مثال على ذلك ,
علماً أنّ السورية للتجارة لاتمتلك فقط الصالات ولكن أيضا لديها مستودعات
وأسطول نقل ومجمعات كبرى وهذه يمكن استثمارها بما يعود بالفائدة على
المؤسسة و المواطنين معا ...
تدرك
" جلول " أنّ الظروف صعبة و أنّ دعم المؤسسة اليوم لم يعد كما كان نظراً
لضعف الإمكانيات ولكنها ترى أيضاً أنّه يمكن أن تقوم المؤسسة بدورها في
التدخل الإيجابي على أكمل وجه وفي نفس الوقت أن تكون مؤسسة ربحية
تؤمن
المديرة الشابة " رنا جلول " : أنّ الادارة هي مزيج من المعرفة و الحكمة
والهدوء والادراك العميق للقوانين و امتلاك القدر الكافي من القدرة على
التواصل مع الادارات العليا ومع الموظفين والعاملين والمتعاملين مع
المؤسسة .. وأن المرونة هي سلاح امضى في يد أي مدير ليتمكن من ممارسة دوره
على أكمل وجه
تتمنى
وتتطلع "جلول " الى نهوض المؤسسة "التي تعلمت فيها الكثير "وأن يكون
لها دوراً مهماً و أوسع في المرحلة القادمة لما لذلك من أهمية بالنسبة
للكثيرين الذين يفضلون التسوق عبر صالات السورية للتجارة .
