سيرياستيبس
انطلاقا من موقعه كمستثمرو بحكم منصبه ضمن الاتحاد
العربي للتجارة الالكترونية واطلاعه الواسع عربياً ودولياً على حجم ومستوى
ونوعية التجارة الالكترونية ، وكوادرها وخبرائها، قوانينها وتشريعاتها ولوائحها
الناظمة… .
يعتبر الدكتور محمد فرعون أن التجارة الالكترونية في سورية قد تكون أعمق من المتعارف
عليه، بل يرى أننا في الذروة ولكن دون أن نعلم أو نعي، وذلك لأسباب عدي.
ويوضح : التجارة الالكترونية هي كل ما يُباع ويُشترى عن طريق الشبكة
العنكبوتية، سواء كان خدماتياً أو فيزيائياً، يُباع بطريقة معينة، وبإيصال
لوجستي متعدد الأوجه
أي فرد / مواطن، يستطيع الدخول إلى «فيسبوك» على سبيل المثال، والذي فيه
منصات متنوعة أو لنقل صفحات بمعنى أدق، يكون أصحابها في الغالب موجودين
بالخارج، لديهم منتجات يُسوقون لها، يضعون عليها ربحية معينة.
تدخل على هذه الصفحات وتطلب منتجاً عن طريق الفيسبوك/ الماسنجر مثلاً، ثم
يأتيك عن طريق مسافر أو بطريقة توصيل ما، بعد أسبوع أو عشرة أيام، تبعاً
للمنشأ الخاص بالبضاعة، دون وجود حواجز جمركية أو اقتصادية أو قوانين لهذا
الموضوع..
وهنا ينبه د. فرعون لـ «اقتصاد الظل» الذي ينشأ من وراء ذلك والذي يُشكّل
أحد المخاوف الكبيرة لدى الدول… لذلك وفي مواجهة الأمر تتجه الدول إلى ما
يسمى الشمول المالي الرقمي لحماية اقتصادها، ومواطنيها أيضاً.
وكما هو معروف فإن اقتصاد الظل يؤثر بشكل خطير جداً على التنمية الاقتصادية
والتنمية المستدامة لأنه فعلياً اقتصاد غير مراقب من كل النواحي.
في مسألة اقتصاد الظل، هو ضمن مسار التحول الرقمي، أو لنقل أحد تداعياته /
أضراره الجانبية ولكنها كارثية بتأثيراتها الاقتصادية، فهل يُمكن تنظيم
اقتصاد الظل؟..
يجيب د. فرعون: الموضوع بسيط.. لدينا منصات وتالياً نحن بحاجة إلى لوائح
ناظمة، وللتوضيح فإن استصدارها ليس من واجب وزارة الاتصالات، أقول هذا بحكم
عملي فأنا مطلع- حرفياً – على إستراتيجية التحول الرقمي التي صدرت وفق
توصيات مؤتمر التحول الرقمي (ديجيتك) في دورته الثالثة في عام 2021،
بدراساتها وبنودها الـ12 التي يتم الاستناد إليها.
إذاً، التجارة الالكترونية موجودة ولكن عند العموم هناك خلط وفهم خاطئ
لمسألة التحول الرقمي، حيث اعتبرته العامة نوع من الرفاهية، في حين هو
ضرورة قد تكون قسرية مفروضة علينا، يوضح د. فرعون مشيراً في الوقت نفسه إلى
المخاطر العالية جداً لمسار التحول الرقمي ولعموم ما يسمى التكنولوجيا
الذكية واستثماراتها.
الأخطر مما خفي ويَخفى
ويتطرق د. فرعون إلى «الأعظم» مما خفي ويُخفى في هذا المسار، وكيف تم
إشغالنا عربياً- وليس سورياً فقط – تم إشغالنا بتبديل الأولويات كي لا
نمتلك الأدوات التي «تخلق» التحول الرقمي.
حتى في أكثر الدول تقدماً بهذا المجال (كدول الخليج العربية التي تعد
متقدمة جداً جداً) هي لا تملك الأدوات. سيبرانياً لا أحد يملك الأدوات،
كلها أدوات غربية.
لنوضح أكثر..
يقول د. فرعون: عالمياً، في أميركا هناك «سيليكون فالي» جنوب كاليفورنيا،
وهو مدعوم من الميزانيات العسكرية للجيش الأميركي. بمعنى في العالم هناك
إدراك كامل أن حرباً قادمة مختلفة على المستوى السيبراني (حرب البيانات)
وهي قائمة فعلياً ونحن نشهدها يومياً وإن كانت تبدو بسيطة بأدواتها إلا
أنها أكبر وأعمق من ذلك بكثير. ما أريد قوله هو: علينا أن نؤمن اليوم أن
البيانات هي «نفط» العالم القادم، والبلد أو الدولة هي من يجب أن يتحكم
ببياناتها لأنها مقدراتها/ ثروتها، لأسباب عديدة منها الحماية السيبرانية،
حماية الأمن القومي، ومنها دراسة المشاريع وحوكمة المشاريع. ما يهم هنا ليس
الاستراتيجية بل حوكمة الاستراتيجية، الحوكمة أهم من الاستراتيجية، وأقصد
بالحوكمة هنا إدارتها ووضع مقاييس فعلية لإدارة هذه الاستراتيجية، أو
التدقيق والمراقبة بمعايير معينة تحت إشراف إحدى الجهات التي تملك السطلة
الكافية للمحاسبة.. أنا أتمنى أن نستطيع إعلامياً توصيل مسألة في غاية
الأهمية إلى الناس وهي الـ«تكنوفوبيا» الخوف من التكنولوجيا، نحن يجب أن
نخاف، الأمر ليس ببسيط على الإطلاق..
عن تشرين