فلسطين
داري ودرب انتظاري تظل بلادي هوى في فؤادي
ولحنا ابيا على شفتيا وجوه غريبة بأرضي السليبة ... هكذا رددنا مذ كنا صغاراً
ونحلم بالعودة وكأننا نحن الذين اقتلعنا
من جذورنا ، ومن كان من يقوى على ان يختزل هذا الحلم ، ومن يغرد خارج هذا السرب ، وخائن
من يعتقد غير ذلك ... وهكذا دارت الأيام وكبرنا كما احلامنا القاسم المشترك هو
عودة الاراضي المحتلة ، وهكذا كان القاسم المشترك لأغاني فيروز ومارسيل خليفة ،
ظللنا نردد بصوت عال أغانينا وأناشيدنا الصغيرة ، حتى خفت صوتنا وبتنا نرددها بخجل
بعد اتفاق اوسلو في 13 ايلول عام 1993 ... يومها نام اكثرنا " على وجهه " ، واستفقنا على عالم
جديد فيه اصطفافات جديدة وعالم لم يعد فيه مكان لأحلامنا ، من يلبس " الكوفية
" بات دقة قديمة ومن يردد أناشيد سليمان العيسى مصاب بلا شك بالهذيان والرغبة بالعودة الى الطفولة .
فلم
يعد سقف بيتي حديد ولا ركن بيتي حجر ، أصبحنا عراة أمام انفسنا أمام فضاء يرصد
تفاصيل حياتنا التي اصبحت بلا معنى بلا أي رجاء ، هذه الشجون أثارها ماكتبه رندة
الشهال في صحيفة الحياة عندما حكت حكاية عجوز فلسطينية من مخيم نهر البارد طلبت
بإلحاح من المفكر عزمي بشارة أن يخلصها من حياتها المعذبة ، لم تكن تلك السيدة
تطلب مالاً ولا موتاً رحيماً ، كانت تطلب الجنسية الاسرائيلية ، هل بإمكاننا أن
نتخيل ذلك أو نصدق هذا الكلام منذ عشرين عاماً ... لا حتى تلك السيدة التي كانت ستقطع
لسانها قبل أن تقول ذلك لابل أن تهشم رأسها لمجرد التفكير .
نحن
نتغير ندفع دفعاً الى ماهو أسوأ ، لابل بتنا مستعدين لتلقي الاسوأ .
هكذا
هي حياتنا فيها الكثير التعقيدات القليل من الامل .. يبدو أن ذنبنا الوحيد أننا
وجدنا في اعقد بقع الارض على مر التاريخ .
وجوه
غريبة بأرضي السليبة لم تعد حكراً على فلسطين تعددت الاماكن المستباحة ياشاعر
طفولتنا ، هل علينا ان نحسد الاجيال التي ولدت في عقد التسعينات ربما نعم ..... فهم وحدهم المحظوظين فهم أبناء الحياة الجديدة .
خولة
غازي
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=160&id=201