الحمى الزائلة تفتك بالأبقار في الجزيرة السورية
19/08/2025




سيرياستيبس 

يجتاح وباء الحمى الزائلة قطعان الأبقار في الجزيرة السورية هذا الموسم، مكبدا المربين خسائر جسيمة، في ما يعد الموجة الثالثة خلال عشر سنوات. وقد ضربت المنطقة سابقا موجتان: الأولى عام 2016 وتسببت في نفوق 1% من قطيع الأبقار، والثانية عام 2020 وأدت إلى نفوق 10% من القطيع، بينما يقدر أطباء بيطريون ومربو أبقار نسبة النفوق هذا الموسم بنحو 50%، مرجعين ذلك إلى العوامل المناخية وارتفاع درجات الحرارة.

ويعد مرض الحمى الزائلة البقرية (حمى الثلاثة أيام) من الأمراض الفيروسية ذات الخطورة النسبية المحدودة، وينتقل عبر الحشرات الماصة للدم مثل البعوض والذباب. ويصيب الأبقار والعجول والجواميس، ولا يوجد له دواء نوعي؛ لذا يلجأ الأطباء البيطريون إلى دعم المناعة الذاتية للحيوان عبر خافضات الحرارة وتدابير علاجية مساندة.

وقال عدد من مربي الأبقار في مدينة القامشلي وريفها، شمال شرقي سورية، إن العشرات من أبقارهم نفقت جراء تفشي المرض. ويذكر عبد الخالق الأحمر، مربي أبقار في ريف القامشلي الشرقي، لـ"العربي الجديد": "ظهر المرض بين الأبقار منذ بداية العام الجاري. قمنا بإعطاء العلاج اللازم عبر حقن خافضات الحرارة وفيتامين C، لكن الآن لم يعد هناك علاج يفي بالغرض، ولم نعد قادرين على السيطرة على المرض". بدوره، يقول عادل محمود، وهو مربي أبقار في القحطانية، لـ"العربي الجديد": "خسرت ما يقارب 20 رأس بقر نتيجة الوباء المنتشر. أتابع برنامجا علاجيا، لكن دون جدوى؛ خرج الوضع عن السيطرة"، مقدرا خسارته بما يزيد عن 20 ألف دولار.

الثروة الحيوانية في سورية: هل تنجح الحكومة في ترميم القطاع المتدهور؟

وعن أعراض المرض، يوضح عبد الودود عثمان، طبيب بيطري في الحسكة، لـ"العربي الجديد": "أبرز الأعراض ارتفاع حرارة الأبقار إلى نحو 41°م، وظهور وذمات غازية ورئوية وتحت جلدية قد تكون شديدة أو مميتة. وقد يصاب بعض الحيوانات بشلل مؤقت أو دائم، وتلاحظ وذمات في الفك السفلي والبلعوم ومنطقة الضرع، مع ارتجاف عضلي وعدم تناسق الحركة أو رقود الحيوان". ويضيف: "غالبا ما تنتشر أمراض بين الحيوانات في مثل هذا الوقت من كل عام، لكن حدتها هذا العام أكبر، ما أدى إلى وباء بين الأبقار".

وعن وسائل المعالجة، يبين عثمان أنها تقوم على حقن خافضات الحرارة وإعطاء فيتامين C وبعض المضادات الحيوية لتجنب العدوى الجرثومية الثانوية، لافتا إلى أن الحيوانات السرحية (الحرة الحركة) أشد مقاومة من الأبقار المقيدة. وفي ما يتعلق بالوقاية، يحث عثمان مربي الأبقار والمواشي على الإسراع في رش المبيدات الحشرية لأن الحشرات الماصة للدم هي الناقل الرئيسي، ولا سيما البعوض، إضافة إلى منع حركة الحيوانات من وإلى البؤر المصابة وتقييد تنقّلها.

ويشير عثمان إلى عوامل عدة أسهمت في ظهور الوباء، منها الحرارة الشديدة وفقدان بعض اللقاحات، مثل لقاح الحمى القلاعية الذي كان متوافرا سابقا (النوع الروسي)، موضحا أنه لم يعد متوفرا في المنطقة، كما كانت توفره وزارة الزراعة والثروة الحيوانية في السابق، "الأمر الذي أدى إلى ظهور الأمراض بشكل مفاجئ وتكبّد المربين خسائر مادية كبيرة".

العربي الجديد 



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=132&id=202664

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc