سيارات "بي واي دي" تكتسح أسواق العالم على حساب "تيسلا" X ".
21/08/2025
سيرياستيبس
في يوليو (تموز) الماضي هوت مبيعات شركة "تيسلا" من السيارات الكهربائية في بريطانيا بنسبة 60 في المئة، بحسب بيانات جمعية مصنعي وتجار السيارات.
في المقابل ارتفعت مبيعات شركة "بي واي دي" الصينية في بريطانيا الشهر الماضي أربعة أضعاف، وفي مقابل 987 سيارة "تيسلا" سجلت في يوليو 3184 سيارة "بي واي دي" في الشهر ذاته.
جاءت تلك الأرقام متسقة مع انخفاض هائل في مبيعات شركة "تيسلا" في أوروبا بصورة عامة، في مقابل "اكتساح" سيارات "بي واي دي" السوق الأوروبية، على رغم الرسوم الكبيرة التي تفرضها أوروبا على السيارات الكهربائية الصينية، فلم تبع "تيسلا" سوى 163 سيارة الشهر الماضي في السويد، بهبوط مبيعات بنسبة 86 في المئة. كذلك هوت مبيعات الشركة الأميركية لصاحبها الملياردير إيلون ماسك بنسبة 27 في المئة في فرنسا، وبنسبة 58 في المئة في بلجيكا طبقاً للأرقام الرسمية المعلنة.
تعد الشركة الصينية حالياً المنافس الأكبر للشركة الأميركية الأشهر في مجال السيارات الكهربائية، وفي الربع الثاني من هذا العام المنتهي آخر يونيو (حزيران) واصلت مبيعات "تيسلا" الانخفاض لتهبط بنسبة 13.5 في المئة عن الربع الأول من العام، بينما واصلت مبيعات شركة "بي واي دي" الارتفاع لتزيد بنسبة 16 في المئة وتتجاوز مبيعات "تيسلا" عالمياً.
لماذا تستمر الشركة الصينية في الصعود؟
يرجع بعض المحللين تراجع مبيعات "تيسلا" من السيارات الكهربائية في دول أوروبا إلى رد الفعل الأوروبي السلبي على تدخلات إيلون ماسك في الشؤون الأوروبية، وقت وجوده إلى جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبل الشقاق بينهما.
لكن مبيعات "تيسلا" تتراجع أيضاً في الولايات المتحدة، وإن كان هناك من يعزو ذلك إلى إلغاء الإدارة الأميركية الدعم الذي كانت تقدمه الإدارة السابقة للرئيس جو بايدن لمشتري السيارات الكهربائية، إلا أن تلك الأسباب السابقة لا تكفي لتفسير الهبوط المستمر في مبيعات أكبر شركة للسيارات الكهربائية من حيث القيمة السوقية، في وقت ترتفع خلاله مبيعات منافستها الصينية بسرعة صاروخية.
انعكس هذا التباين بوضوح على أسعار أسهم الشركتين في الأشهر الأخيرة، فبنهاية الشهر الماضي كانت أسهم شركة "تيسلا" فقدت نسبة 21.7 في المئة من قيمتها منذ بداية العام، وإن ظلت أكبر شركة سيارات كهربائية في العالم عند قيمة سوقية بنحو تريليون دولار.
في المقابل، تواصل أسهم شركة "بي واي دي" الارتفاع في قيمتها، وبنهاية الشهر الماضي كانت أسهم الشركة أضافت 46.3 في المئة إلى قيمتها منذ بداية العام الحالي 2025، بالتالي ارتفعت القيمة السوقية للشركة الصينية إلى نحو 147 مليار دولار، مما يؤكد القدرة التنافسية العالية للشركة الصينية في مقابل الشركة الأميركية أن التباين في منحنى أداء الشركتين لم يبدأ هذا العام فحسب مع إدارة ترمب ودور ماسك فيها، إنما كان ذلك واضحاً في عام 2024.
في العام الماضي حققت شركة "بي واي دي" عائدات سنوية بأكثر من ثلاثة أرباع التريليون يوان، 777 مليار يوان (107 مليارات دولار)، متفوقة على منافستها "تيسلا" التي كانت عائداتها عند 97.7 مليار دولار.
وبينما زادت عائدات الشركة الصينية بنسبة 29 في المئة عن العام السابق 2023، تراجعت مبيعات "تيسلا" السنوية للمرة الأولى العام الماضي بنسبة 1.1 في المئة.
ما أسباب تفوق الشركة الصينية؟
تأسست "بي واي دي" عام 1995 كشركة لإنتاج بطاريات هواتف الموبايل، ثم طورت صناعة البطاريات ودخلت مجال إنتاج السيارات بعد ذلك، مستفيدة من قدراتها في إنتاج البطاريات لتطوير السيارات الكهربائية والهجينة، أما شركة "تيسلا"، التي تأسست عام 2003، وإن كانت لها نشاطات أخرى، فإن تركيزها هو على إنتاج السيارات الكهربائية ولا تنتج سيارات هجينة ولا سيارات تعمل بالوقود، عكس "بي واي دي".
من الميزات التي تجعل الشركة الصينية مستمرة في التفوق أنها تصنع البطاريات الكهربائية لسياراتها، علاوة على أنها تصنع أيضاً الرقائق الإلكترونية المستخدمة في السيارات التي تنتجها، على عكس "تيسلا" التي لا تنتج البطاريات، بل تحصل عليها من شركات أخرى من بينها شركة "بي واي دي" ذاتها، إلى جانب شركات مثل "باناسونيك" و"أل جي".
وتحصل "تيسلا" على الرقائق الإلكترونية لسياراتها من شركات تكنولوجية أخرى، تستفيد شركة "بي واي دي" أيضاً بزيادة حصتها من سوق السيارات بإنتاج سيارات هجينة (تعمل بالكهرباء والوقود معاً) إلى جانب السيارات الكهربائية.
ولخبرة الشركة في إنتاج البطاريات وتطويرها تعمل باستمرار على زيادة سعة بطاريات السيارات الكهربائية لتكفي الشحنة الواحدة لمسافات أطول، فيما تعمل على تقصير زمن شحن البطارية.
هناك أيضاً تنوع موديلات شركة "بي واي دي" في مقابل الجمود في الموديلات التي تطرحها "تيسلا"، علاوة على أن "بي واي دي" تضيف ميزات كثيرة لسياراتها، باعتبارها خصائص عادية لا تؤدي إلى زيادة في الأسعار مثل القيادة الذكية وغيرها.
أما في حال سيارات "تيسلا" فإن تلك الميزات الرقمية تعني أسعاراً أعلى، وإجمالاً يجد المستهلك أسعار سيارات "بي واي دي" أرخص بفارق واضح عن سيارات "تيسلا" المماثلة لها في الموديل والخصائص، فموديلات "بي واي دي" للسيارات الكهربائية تبدأ من نحو 10 آلاف دولار، بينما موديلات "تيسلا" تبدأ بسعر يساوي ثلاثة أضعاف ذلك أي نحو 30 ألف دولار.
إذا كانت "تيسلا" أقامت مصانع لها خارج الولايات المتحدة لضمان حصة من سوق السيارات الكهربائية العالمية، فكذلك فعلت "بي واي دي"، إذ أقامت الشركة الصينية مصنعاً في تركيا وآخر في المجر لتلبية طلب الأسواق الأوروبية مع تفادي قدر من الرسوم والتعريفة الجمركية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الصينية.
كذلك بدأ مصنع "بي واي دي" في البرازيل العمل والإنتاج، هذا إضافة إلى أكبر مصانع الشركة خارج الصين في تايلاند، وتبني الشركة حالياً مصانع لتجميع سياراتها في كمبوديا وباكستان. وإلى جانب السيارات تنتج الشركة الصينية حافلات الركاب الكهربائية، كما في مصنعها بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، مثلما تنتج الشاحنات وأوناش الرفع الكهربائية أيضاً.
اندبندنت عربية
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=133&id=202697