على أهمية ما وجه له من انتقادات إلا أن المطرب
المصري سعد الصغير لم يكن مخطئاً عندما أطلق أغنيته المشهورة "بحبك يا
حمار".
فإذا كان الزمان قد وصل بنا إلى حد تمجيد وفاء
الكلاب وإخلاصها مقارنة ببني البشر وأفعالهم الخبيثة فإن محبة الحمير تصبح واجبة
وهي التي اعتادت على عدم إنسانيتنا وعدم صبرنا...وربما جهلنا وتنفيذنا الآلي
للمسؤوليات والمهام دون تفكير أو حتى مراجعة وتأمل...
لم يكن سعد الصغير مخطئاً في أغنيته المذكورة
سابقاً فالحمار يتعلم من التكرار وربما من
الدرس الأول ونحن بني البشر لانتعلم حتى من آلامنا وخسائرنا وتجاربنا الفاشلة ففي
كل مرة نسقط في الحفرة ذاتها..
لم يكن سعد الصغير يجافي الصواب عندما غنى
للحمار الذي ما برح يحمل على ظهره ما عجز الإنسان عن قراءته والاستفادة منه....لا
بل وعجز عن حمله أيضاً فلا أحد يقرأ ولا أحد يتعلم مما قرأه..
لا أكتب زاويتي هذه من باب "الفذلكة"
الصحفية كما يسميها البعض...لكن أكتبها بعد قراءتي للكثير من القصص الإدارية التي
تقع ليس في مؤسساتنا العامة والخاصة فقط بل في العديد من القطاعات الاقتصادية
العالمية متسببة بخسائر مادية ومعنوية كبيرة للاقتصاد الوطني عندما يتعلق الأمر
بمؤسساتنا وللاقتصاد العالمي في وجهها الدولي والأهم أنها تعيدنا بالذاكرة إلى
مشاكل سابقة واجهت بعض مؤسساتنا فلم يتعلم أحد كيف يمكن تجنب الاصطدام بها مرة
أخرى..
لا بل إلى البعض ممن حالفهم الحظ بمنصب أو
بمسؤولية يتكئون بتصوراتهم الزمنية المطاطة لاقتراحاتهم "الإصلاحية" على
سيرة الحمار الذي تعهد أحدهم لصاحبه بتعليمه القراءة وعندما سئل عما ورط به نفسه:
قال إما أن أموت أو يموت الحمار أو يموت صاحبه قبل أن يكتشف كذبي وهذا ما يعول
عليه البعض ممن يفتقدون للكفاءة والخبرة...فإما أن تموت مؤسساتهم دون أن يدري بها
أحد أو يطول التغيير الجهة التي دعمتهم والموقع على قراراتهم...وفي النهاية نخسر
نحن...الوقت، المؤسسة، والخبرات التي تكون قد طفشت بفعل عبقرية من أراد إعادة سيرة
الحمار ...وبحبك يا حمار!!!
زياد غصن - الخبر
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=160&id=244