لقد
توقعنا أن تقوم المجزرة بل المحرقة الصهيونية التي ارتكبت بحق ابناء شعبنا في غزة هاشم
بتوحيد الصفوف بين ابناء الحركتين المتنازعتين, ولكن وللأسف اتجهت الرياح بما لا تشتهي
السفن..ازدادت هوة الخلافات..ولم تتوقف الاتهامات المتبادلة بينهما..انتهت المجزرة
وبدأت الخلافات على من سيكون المسؤول عن اعمار غزة..انها خلافات على من سيتولى أمور
الاعمار ومن سيسيطر على الأموال ومن سيتصرف بها وكيف..هل هي السلطة في رام الله..أم
السلطة في غزة..ونسي الطرفان أن أبناء غزة لا مأوى لهم..وهم الذين يدفعون الثمن.
لم نشاهد دعما واسع النطاق لغزة
وقضيتنا العادلة كالذي شاهدناه بعد هذه المجزرة الرهيبة..تشافيز رئيس فنزويلا يطرد
سفير الكيان الصهيوني من بلاده..ورئيس بوليفيا يقطع علاقاته الدبلوماسية مع هذا الكيان..ورئيس
الوزراء التركي أردوغان يشن حملة اعلامية واسعة ضد هذا الكيان ويغادر منتجع دافوس احتجاجا
على تصريحات رئيس الكيان الصهيوني بيريس قاتل الأطفال..وفي المقابل عمرو موسى والذي
جلس مع هذا القاتل بقي جالسا معه وكأن الأمر لا يعنيه..انه زعيم مؤسسة تضم 22 دولة
عربية..هذا هو زمن القحط والهوان..زمن الذل والعار..والأنكى من ذلك أن تقوم سلطة رام
الله بقمع كل من تظاهر متضامنا مع اخوانه في غزة العزة والكرامة..وظلم ذوي القربى..!.
أطفال غزة وقفوا رغم آلامهم وأحزانهم وحرمانهم وعظم مصيبتهم ليعلنوا للعالم
أنهم صامدون في وطنهم..لا ولم ولن يركعوا..لن
تزحزحهم ولن تخيفهم كل قوى الظلم الوحشية وكل أنواع الأسلحة التي خطفت منهم أحباءهم..وللقادة
الأشاوس نقول:ألم يؤثر فيكم هؤلاء الأطفال لتعودوا الى جادة الصواب فتعملوا من أجل
تعزيز صمودهم وثباته ودعمهم بوحدتكم التي يفترض
أن تكون القوة والدافع لهم للنهوض من جديد بعد كل ما عانوه من ويلات ومصائب ومجازر؟.
لقد مر الربيع وتبعه الخريف ونسيا الصيف..حل
الخريف, واهتزت الاشجار والأوراق..الا انها اشجار تعرف المقاومة..تماما كما يعرفها
اصحابها..اشجار تعرف انها بمقاومتها رياح وعواصف الخريف..ستفرح بجمال نيسان الاتي..والذي
سيتبعه الصيف..فسجل برأس الصفحة الأولى..أنا(....) ورقم بطاقتي..سجل ما شئت, فلا خلاف..انت
منذ الان ليس أنت..!.
قال
من قال في اطفالها.."اطفال الحجارة"..بهروا الدنيا..وما في يدهم إلا الحجاره..وأضاؤوا
كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره..قاوموا..وانفجروا..واستشهدوا..وبقينا دبباً قطبيةً..صُفِّحت
أجسادُها ضدَّ الحراره..!.
قال أحد اكبر قادة من قهرتهم غزة وهزمتهم بعزيمة اطفالها ونسائها عنها يوما:اتمنى
أن أقوم في صباح يوم ما وأراها وقد ابتلعها البحر..وقال اخر ولكن من الطرف الاخر للمعبر..وتجري
في شرايينه نفس دماء شرايينها..سنكسر عظام كل من يحاول عبور المعبر..!.
نكتب ما نكتب الان ولسان حالنا
يقول, هل هذا هو الوقت للمطالبة بتشكيل مرجعيات وبدائل..ألا يكفي ما لدينا من فئات
وتنظيمات وأحزاب وحركات..لقد دخلنا في متاهات جديدة من الحملات..فهذا يطالب بمرجعية
بديلة لمنظمة التحرير وذاك يقول لا نمد يدنا الا لمن يعترف بهذه المنظمة..واليهم أقول
مرجعيتنا الوحيدة هي الوطن..كل الوطن.
ان أشلاء ودماء
أطفال ونساء وشيوخ غزة تناشدكم أن تعودوا الى رشدكم..تناشدكم أن تكون لغة الحوارهي
لغتكم, لتكونوا البلسم الشافي والمداوي لأبناء هذا الوطن النازف ولا تكونوا كالنار
التي تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله.
د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=160&id=245