أعترف لكم أنني من أكثر الأشخاص حسداً ولدرجة أنني احتار أحياناً في مَنْ أحسد وأياً من حالات الحسد الكثيرة التي تتولد لدي أختار...
ومن أوجه الحسد هذه أنني أحسد مسؤولاً حكومياً يجد فسحة من الوقت لحضور مباراة بكرة القدم تمتد لثلاث ساعات دون أن يكون لحضوره أي مصلحة عامة بينما أنا مسؤول عن ثلاثة محررين ولا أجد نصف ساعة من الوقت لأشرب أركيلة.
أحسد جميع المسؤولين الذين لا يفوتون حفل كوكتيل أو دعوة عشاء أو مناسبة اجتماعية رغم كل المناصب واللجان التي يجمعونها والبريد المتراكم في مكاتبهم بينما أعجز أنا بمهمتي المحدودة والتي بلا بريد عن حضور حفل زفاف صديق أو قريب.
أحسد كل موظف أو مدير عام يعود لمنزله في آخر الليل بعدما يكون قد تسبب بتسريح موظف أو تسطير تقرير كاذب بزميل عمل له وما إن يضع رأسه على وسادته حتى يبحر في نوم عميق بينما أتقلب في سريري قلقاً من حديثي العابر مع صديق أخاف أن يكون قد فهم بعضه خطأ.
أحسد البعض ممن امتهن سلوك الكذب والمراوغة وبث معلومات لاأساس لها من الواقع وأنا لا امتلك جرأة الكذب لتبرير عدم إجابتي على هاتف وأن فعلت ذلك أشعر كأن الآخر كشفني بسهولة...
أحسد بعض موظفي المؤسسات والجهات العامة ورجال الأعمال الذين ما إن ينزلوا من طائرة حتى يركبوا الأخرى وأنا تتعبني مسافة لا تتجاوز 50 كم المسافة الفاصلة بين ضيعتي والعاصمة فأقرر قطعها مرة كل أسبوعين أو شهر.
أحسد خريجي الجامعات المحلية والأجنبية الذين عادوا بعد انتهاء دراستهم الى قراهم ومناطقهم على امتداد الريف السوري ولم يصغوا لضجيج العاصمة وأحلامها الزائفة بينما أنا أعيش وكغيري في قلب هذا الضجيج الذي عكر حياتي وسرق سنوات عمري دون نتيجة.
أحسد بعض الأشخاص الذين يجدون متعة موجودة فيهم لتسيير أعمالهم وطموحاتهم وأنا أعجز عن تسويق بعض مهاراتي المتواضعة في العمل.
أحسد.... وأحسد... وأحسد إلى ما لانهاية لكن ثمة "شغلة" واحدة فقط لا أحسد عليها أحداً وهي أن أشخاصاً مثل عبد الفتاح العوض، يعرب العيسى، سلمان عز الدين، ومحمد البيرق وآخرون يجدون وقتاً كافياً للضحك...والتفاؤل!!
زياد غصن - الخبر
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=160&id=247