-----------------------------------------------------------------------------
أعنيكم مع السيد رئيس مجلس الوزراء و نائبه ....
أعنيكم لأن كل وزير مسؤول عن وزارته , و لأنكم متضامنون بالمسؤولية عن الظواهر العامة السلبية التي بات يتحدث عنها القاصي و الداني.
أعنيكم لأن الوزارة العطرية هي أول وزارة – حسب معلوماتي – لم يطعن أحد بنزاهة وزرائها و كفاءة معظمهم .
* ** *
لكن إلى أين أيها السادة ... !! ؟؟
ألم تزكم أنوفكم روائح الفوضى و التسيب و اللامبالاة ؟؟!!
الكل يتحدث عن الوضع المزري التي وصلت إليه الإدارات العامة ...
الكل يهمس خوفاً أو تجنباً لمكروه قد يمس لقمة عيش أطفاله.
الكل يخشى جباراً مفترضاً موجودٌ في جميع الإدارات الحكومية.
*** ***** ***
مواطنون يتنازلون عن حقوقهم ......... يتنازلون عن كراماتهم
يحترمون صعاليك لا تستحق الإحترام .......... و لا تساوي قيمة الكراسي التي يجلسون عليها... صعاليك يعملون وفق قوانين و ضعوها هم ... و يضربون بعرض الحائط ما تصدره السلطة التشريعية من قوانين , و ما تصدرونه كوزراء من تعليمات , و ما تصدره السلطة القضائية من أحكام .. يفعلون كل ذلك و لا يبالون
لأنهم يعلمون أنكم تعلمون , و أنكم لستم بقادرين إلاّ على محاسبة الضعفاء الذين أذعنوا لإرادة الأقوياء , أو لحسوا بإصبعهم قليلاً من برميل العسل الذي يلهطه جبابرة الإدارات دون خجلٍ أو وجل.
يعلمون أنكم تعلمون و لا تمتلكون الجرأة على ردعهم ..........
يعلمون أنهم وصلوا إلى مناصبهم لإعتبارات لا علاقة لها بالكفاءة أو النزاهة أو القدم الوظيفي ,
و أنكم تسنمتم مناصبكم الوزارية و وجدتم قلاعاً تهون أمام بنيانها قلعة (( المُوت )) الحصينة.
*** ***** ***
يقرؤون صحفنا اليومية و الأسبوعية و الشهرية التي تكشف استهتارهم و استكبارهم , و يشاهدون المسلسلات السورية التي تنقل أفعالهم و لا ينقصها إلاّ ذكر أسمائهم .. و يضحكون و يبكي المواطن المجروح في مواطنيته ....
هم على ثقة بأن أحداً منكم , أيها السادة الوزراء لا يجرؤ على محاسبتهم أو توجيه استفسارٍ مهذب إليهم.
لقد حطموا الهرم الوظيفي , و استبدلوه بعلاقات أفقية يتساوى فيها الموظف الصغير المرعب , مع المدير الكفؤ النزيه الخائف .
أيها السادة الوزراء ... يبدو أنكم لا تحكمون إلاّ مكتبكم الخاص , و سائقكم المهذب .. لقد نسيتم أنكم أتيتم إلى الوزارة قبل أربع سنوات , و كانت المهمة الأولى لهذه الوزارة الإصلاح الإداري .
نسيتم أننا تفاءلنا بقدومكم لما سمعنا عن كفاءتكم و نزاهتكم و علمكم , و ظننتم أن الزيارات الميدانية المدروسة مسبقاً هي الحل , و أن إصدار التعاميم اليومية الإصلاحية , و هدر كميات من الورق المستورد لتوزيعها على جميع العاملين يكفي لإنجاز عملية الإصلاح الإداري..
*** ***** ***
لا أقول لكم ارحلوا .. بل استيقظوا من سباتكم .. فالوطن بحاجة إلى جرأتكم قبل حاجته إلى كفاءتكم ... حرّروا الموظفين الشرفاء و الأكفاء – و ما أكثرهم – من حالة الرعب المهيمنة عليهم .. لأن الموظفين المرعوبين لا ينتجون إلاّ رعباً ..... لا تتذرعوا بالظروف الصعبة التي مرت بها بلادنا و المنطقة , و رافقت وجودكم في الوزارة , مثل حرب العراق و لبنان و مشاكل لبنان و دارفور .. فالنظام السياسي في بلدنا لا يزج وزراء الوزارات غير السيادية في مثل هذه الأمور . و ينفعل الوزراء بسببها مثل باقي المواطنين , كما أنه ليس مطلوباً منكم رسم السياسات الخارجية و العربية و الإقتصادية .. مطلوب منكم فقط حسن الإدارة و الإرتقاء بها و تنفيذ خطة الإصلاح الإداري التي وضعتها القيادة السياسية ...
أيها السادة الوزراء :
ساعدوا هذا الوطن , لأنكم في موقع القرار ... يكفيه أعداؤه الخارجيون ... يكفيه ما يخطط له المخططون لسلب حريته و إرادته القومية و الوطنية ... أضربوا أعداء الداخل من المستهترين و الأنانيين المتهافتين على المناصب ... اضربوا هؤلاء المستكبرين الإستعلائيين ... لن تتعبوا في الوصول إليهم , فهم منتشرون في مفاصل الدولة و القطاع العام تحت مسميات ( مدير عام – مدير – رئيس دائرة – رئيس شعبة – مستشار – مفتش ... الخ ) متمترسون خلف دعمٍ مزعوم بينما دعمهم الوحيد هو الخوف منهم .. خوف تسلل إلى نفوس الوزراء و الموظفين الأكفاء من مرحلة انتهت و ستصبح عما قريب في مطاوي النسيان....
اكشفوا هؤلاء الذين لا يحترمون قانوناً أو دولة أو حكومة أو قضاء .. أبعدوهم عن مواقعهم لأن أي إصلاح تشريعي أو إداري أو اقتصادي مآله الفشل طالما أنهم يتوازعون فيما بينهم المفاصل الحساسة في الهرم الوظيفي , ليخدموا أنفسهم و بعض من نسميهم خطأ ً تجاراً أو رجال أعمال , و هم في الحقيقة مجرد وسطاء لوسطاء غيرهم , انضموا إلى جوقة رجال الأعمال في ليلة مظلمة مرعدة مبرقة لا قمر ينيرها و لا شمعة واحدة تكشف ظلال هؤلاء المتسللين ...
أيها السادة ...
هؤلاء الجبابرة الأقزام , ينتشرون في كل الإدارات , همهم الأول إفشال كل وزيرٍ أو مديرٍ مصلح يمكن أن يؤدي تنفيذ خطته الإصلاحية إلى تحجيم أدوارهم , و قطع أرزاقهم و أرزاق حفنة من الوسطاء..
أخيراً:
لقد أعادني الألم إلى تفاؤل غمرني قبل أربع سنوات حين أعلنت القيادة السياسية عن قرب تشكيل وزارة شعارها الأول (( الإصلاح الإداري )) و نشرتُ قبل تسمية رئيس مجلس الوزراء و الوزراء خمس رسائل , أتبعتها بسادسة بعد تشكيل الوزارة بعدة أشهر , و أجد من المناسب إعادة نشرها عسى و لعل يتذكر المتذكرون و يستيقظ النائمون و إلى اللقاء مع هذه الرسائل...
- يتبع –
( الرسالة الأولى إلى السيد رئيس مجلس الوزراء القادم قبل أن نعرف إسمه )
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=160&id=28