أي نقد اليمين واليسار معا لخلق اتجاه جديد توفيقي بين الماركسية الاشتراكية والليبرالية الراسمالية اتجاه يتلافى مساوئ النظريتين ويستفيد من ايجابيات الاتجاهين لقد اصدر جيدنز اكثر من ثلاثين مؤلفا وتكاد تكون جميعها تنويعات على لحن واحد هو الطريق الثالث وتشخيص ازمة الواقع العالمي الراهن وروجت الصحافة واجهزة الاعلام في امريكا وبريطانيا لهذا الفتح الجديد المعنون الطريق الثالث الذي يمثل طريق الخلاص من الازمات وحسم التناقض مع الاشتراكية وتأكيد ان الراسمالية والديمو قراطية هما المطلق السياسي الاقتصادي للبشرية جمعاء دعائم وافكار دعوة الطريق الثالث
• التزام الحكومات بكفالة تكافؤ الفرص وعدم السماح لامتيازات خاصة من أي نوع
• تمكين الناس ليتصرفوا بانفسهم بما يحقق مصالحهم
• رفض سياسة النبذ والتمييز والاستبعاد
• اعادة بناء النظام الدولي على اسس عادلة يسودها التعاون الدولي بدل الاستغلال واللا تكافئ في العلاقات الدولية وبشكل عام انتقل الطريق الثالث وقيمه الى المنطقة العربية وامتلأت اعمدة الصحف العربية بمقالات كتاب عرب عن الطريق الثالث هذا الاكتشاف الكبير على ايدي انتوني جيدنز المفكر السياسي الاجتماعي البارز وتضمنت المقالات ما يفيد اننا كعرب اخيرا اهتدينا الى طريق افتقدناه طويلا وتقبلنا الرؤية الجديدة كعادتنا دون نقد للاطار الفكري في الزمان وفي المكان ونسينا ما نردده دائما من ان الفكر منتج اجتماعي رهن واقع له تناقضاته وصراعاته سواء بين فئات المجتمع او بين المجتمعات وحري بنا ان نسال لماذا طريق ثالث ؟؟؟؟ وهل هو طريق ثالث اوحد ام ان هناك طرقا ثالثة ؟؟؟؟؟وطريق ثالث لمن ؟؟؟؟؟ وكيف هذا الطريق الثالث ؟؟؟؟ وما المعنى والهدف في الزمان والكان ؟؟؟؟الامر نسبي في جميع الاحوال رهن اطار فكري يشخص الظواهر والمشكلات والقضايا والامر نسبي في سياق التحولات والصراعات على الصعيدين المحلي والكوكبي والحديث عن طريق ثالث او عن طريق وسط متواتر ليس جديد على مدى تاريخ المجتمعات البشرية ويعكس كل طريق ثالث ثقافات سياسية متمايزة وهياكل اجتماعية ومشروعات سياسية مختلفة ولاريب ويجب ان يراه الناس وقف على هياكلهم المعرفية وهناك محاولات كثيرة تصف نفسها بانها طريق ثالث وانها تهدف الى حسم نزاع بين قطبين لكنها تخفي نوايا مضمرة لذا يجب النظر الى كل الامور بعقل ناقد في سياق الزمان والمكان والمهم ان لا تغيب مصلحتنا ونعرف الى اين نحن سائرون واذكر هنا ان الطريق الثالث الذي روجت له اجهزة الاعلام الغربية ليس اوحد فكم من طريق وطرق ثالثة اخرى كثيرة قائمة الان واغفلتها هذه الاجهزة لانها لاتعبر عن مصالحها ونذكر على سبيل المثال حركة عدم الانحياز اذ كانت طريقا ثالثا اثناء الحرب الباردة بين الروس والامركان كما تمثل الصين في تطبيقاتها السياسية والاقتصادية اجتهادا جديدا كطريق ثالث مميز وقد حاولت امريكا منع وتاخير دخول الصين الى منظمة التجارة العالمية واستمرت المفاوضات عشر سنوات حتى حصلت الصين على عضوية منظمة التجارة الدوليةوبشكل عام ظهرت ايضا اراء ونظريات وتيارات على الساحة العالمية تعبر عن طريق ثالث مستقل اهمها افكار عالم الاقتصاد دي سوتو بيرو الذي ترجم كتابه الى العربية المترجم المصري شوقي جلال والذي تحدث عن الاقتصاد الرسمي واقتصاد المهمشين حيث نجح دي سوتو في انقاذ اقتصاد البيرو من الانهيار الكامل والوقوف على عتبة طريق التنمية والتطويرالتحديات التي تواجه الطريق الثالث
• ان القول بانه لا يجب ان يكون هناك أي سلطة بلا ديمقراطية هذا كلام نظري لان هناك العديد من الشركات الكبرى تخترق سيادة الدول وتخترق الديمقراطية حيث يقول جيدنز ( ان القطط السمان ليست ظاهرة نادرة او عارضة لكنها نتيجة مباشرة لسوء توزيع الثروة والقوة الذي يزداد بالتدريج في المجتمعات المعاصرة
• تفاوت حظوظ البلدان الغنية والبلدان الفقيرة من حيث الثروة الامر الذي يجعل من التفاؤل بحل هذه المشكلة افراضا في التبسيط
• التحدي الثالث هو التناقض بين الكفاءة والديمقراطية حيث يوجد مؤسسات تتمتع بكفاءة عالية وان هذه الكفاءة لا تتناقض مع الديمقراطية ومثال ذلك الاتحاد الاوربي وغيره عالم جديد وفكر جديد نستطيع ان نقول ان العالم بعض سقوط الاطر الفكرية التقليدية بات يعاني من حالة سيولة فكرية وعجز عن التشخيص او التنبؤ الدقيق وتسارعت الازمة مع التحولات الجذرية في العقد الاخير من القرن العشرين والعقد الاول من القرن الحادي والعشرين اللذين يشكلان بداية لحقبة شاعت تسميتها بكلمة العولمة وان بدت كلمة ملتبسة المدلول والمعنى ويستلزم هذا الوضع المرحلي سرعة رصد الاحداث وصياغة اطر فكرية جديدة تمثل اطر مرجعية للسياسات والتنبؤ بالمستقبل بشكل عام ومن الطبيعي ان تتعدد الاجتهادات وتتصارع الرؤى حسب تعدد وتصارع المصالح وفي هذا يقول انتوني جيندنز ( هاهو عالمنا الذي نعيش فيه اليوم ليس خاضع لسيطرة بشرية محكمة ولكننا نرى عالمنا يسوده الاغتراب والاضطراب والشك وهو عالم منفرد واننا نخشى ان ينفلت اكثر لان الشرعية الدولية الحالية باتت لا شرعية وذلك نتيجة سيطرة امريكا على المنظمة الدوليةمع بداية القرن الحادي والعشرين وسقوط التجارب الاشتراكية اضحت الهيمنة بقطب واحد هو القطب الامريكي الراسمالي وظهرت نظريات تؤكد سقوط النظريات الكبرى وسقوط الليبرالية وتحولها الى ما يسمى الليبرالية الجديدة المتوحشة أي الى حاكمية السوق المتحررة من كل الضوابط واصبحنا ازاء عالم شارد مغترب مضطرب واتسعت الهوة بين الفقراء والاغنياء داخل المجتمعات وفيما بين المجتمعات وسقطت مبادىء الفكر التنويري على ايدي دعاة الليبرالية الجديدةاهم القيم التي يروج لها الطريق الثالث
*المساواة وحماية الجماعات المحرومة واعادة النظر جذريا في منظومة العلاقات الدولية والتاكيد على التعددية العالمية وانه لا سلطة بدون ديمقراطية
* تنشيط المجتمع المدني والتاكيد على الاقتصاد المختلط الفعال الذي يؤمن الرفاهية الاجتماعية لاوسع فئات الشعب
*التاكيد على الوسط اللراديكالي والدولة الديمقراطية الجديدة
* جعل السوق تعمل لصالح الناس من الوجهات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لاننا لا نستطيع ان نقول لا للسوق
* يؤكد اتباع هذا الاتجاه على الممارسة الفعلية وليس على الايديولوجية
*يؤكد اتباع هذا الاتجاه على التحول نحو اللامركزية قدر الامكان وسياسات المشاركة
* يؤكد اتباع هذا الاتجاه على توسيع المجال العام عبر الاصلاحات الدستورية والمزيد من الانفتاح والشفافية وذلك بهدف توفير اجراءات وضمانات جديدة ضد الفساد
* يؤكد اتباع هذا الاتجاه على رفع كفاءة الدولة الادارية والمحافظة على شرعيتها وضرورة تعزيز الدولة للتعامل مع المخاطر
* يؤكد اتباع هذا الاتجاه على تنشيط وتجديد المجتمع المدني واشراك اوسع للفئات الاجتماعية في الحياة العامة
* يؤكد اتباع هذا الاتجاه على الاهتمام بقضايا البيئة والتوازن بين العام والخاص ويطرحون مقولات مثل الاسرة الديمقراطية – دولة بلا اعداء – الديمقراطية الكونية ان هذه القيم جيدة وممتازة فيما لو سادت فعلا التعاون الدولي والعلاقات الدولية لكن امريكا وبريطانيا تمنع انتشار هذه الافكار على صعيد العالم حتى لا يستفيد الجميع وكل ما يجري في العالم من صعود للعولمة وفوضى في الاسواق وهيمنة الشركات متعدية القوميات وتقليص دور الدول وتهاوي الحدود القومية ونشوء عالم جديد من التقانة اذا كل ذلك يعني هيمنة الاقوى اقتصاديا ومعلوماتيا حيث انقسم العالم الى مجتمعات مالكة للمعلومات ومجتمعات فقيرة لا تملك ولا تنتج معلومات وباتت البشرية تواجه اخطار مدمرة بسبب اعتداء الانسان على الطبيعة ومن هنا اصبح من الضروري ايجاد وصياغة اطر فكرية ملائمة للتعامل مع البيئة
الطريق الثالث نهج غربيرغم المقولات التي يطرحها اتباع هذا الطريق الا انه محاولة غربية برزت في عصر العولمة والمعلوماتية بكل خصوصيات هذا العصر ومستجداته وهو يعبر عن مصالح شريحة من الطبقة الوسطى التي برزت في الغرب خلال تطبيق الليبرالية الجديدة وهذا الطريق الثالث هو نهج غربي لحل قضايا غربية وهو طريق بين طرق ثالثة كثيرة لذلك لا يمكن اللجوء اليه واعتباره حل امثل لمشكلاتنا لذا علينا ان نصوغ اطار فكري من واقع مشكلاتنا وقضايانا يؤدي الى حل مشاكلنا الاقتصادية والادارية والاجتماعية والثقافية الطريق الثالث السوري في اطار تقييم التجربة التنموية السابقة وفساد وترهل وفشل الاقتصاد الاشتراكي المخطط ونتيجة السمة البارزة للاقتصاد الراسمالي الاستغلالي تبنت سورية صيغة جديدة واطارا جديدا وطريقا ثالثا خاصا بها هو اقتصاد السوق الاجتماعي الذي نامل ان تستطيع الحكومة ان تضع اليات وسياسات عمل له تؤدي الى محاربة الفقر ومحاربة الجهل ومحاربة البطالة وتحسين مستوى معيشة الناس وزيادة دخل الفرد وزيادة الانتاجية وتحقيق التنمية المستدامة واقامة نظام تعليمي متطور ونظام ضريبي فعال واقامة نظام موارد بشرية متكامل بحيث تؤدي كل هذه الاجراءات الى خلق طريق ثالث سوري يؤدي بالفعل الى مجتمع جديد تقل فيه المشكلات وتكثر فيه السعادة والحياة الهانئة لجميع المواطنين السوريين.
عبد الرحمن تيشوري
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=160&id=313